أثار أداء الرئيس الأميركي جو بايدن (81 سنة) "السيئ" في مناظرته مع منافسه دونالد ترمب (78 سنة) التساؤلات من الديمقراطيين حول ما إذا كان سيترك السباق الرئاسي. ودعت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية العريقة، بايدن، إلى الانسحاب من السباق، حيث كتبت في افتتاحيتها: "بايدن كان رئيسا مثيرا للإعجاب. في ظل قيادته ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة سلسلة تحديات طويلة الأمد، وبدأت الجروح التي فتحها ترمب في الالتئام. لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه".
وأشار استطلاع للرأي أجرته «Morning Consult»، ونشره موقع "أكسيوس" الإخباري، إلى أن أغلبية الناخبين (60 في المائة) يرون أنه يجب استبدال بايدن "بالتأكيد" أو "على الأرجح" كمرشح ديمقراطي بعد أدائه في مناظرة الخميس الماضي.
لكن، حسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن هذه العملية لن تكون سهلة لأن بايدن هو بالفعل المرشح المفترض للديمقراطيين والاختيار الطاغي للناخبين الأساسيين، إذ رغم مواجهته لمعارضة قليلة خلال الموسم التمهيدي، إلا أن حقيقة فوزه بأصوات جميع مندوبي الحزب تقريبا تعني أنه من غير المرجح أن يُجبر على الخروج من السباق ضد إرادته.
لكن، السؤال الذي يطرح في هذا الصدد، ماذا سيحدث في حال قرر بايدن الانسحاب من السباق؟ الجواب هو أنه إذا قرّر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديموقراطيون في غشت المقبل في شيكاغو في ما يُعرف بالمؤتمر "المفتوح"، حيث سيحتاج المندوبون الأفراد إلى اختيار مرشح آخر.
وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968 حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام.
ولم تنضم أي شخصية في الحزب الديموقراطي حتى الآن إلى الأصوات التي تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق. وكرر الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون دعمهما لبايدن.
غير أن الكثير من الخبراء والمحللين يرون أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون من أبرز المرشحين لخوض السباق الرئاسي بدلاً من بايدن، كما أنه سيكون هناك مرشحون محتملون آخرون قالوا في السابق إن بإمكانهم إدارة حملة أكثر فاعلية ضد ترمب، أبرزهم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم.
ويتوقع الخبراء أن يكون الاستقرار على بديل لبايدن أمرا مثيرا للخلاف، حيث لن يتمكن الرئيس الحالي من إجبار المندوبين الذين منحوه أصواتهم على دعم مرشح بعينه، الأمر الذي قد يؤدي لانقسامات واسعة في الحزب.