حجزت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بالجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء، مساء اليوم الجمعة، ملف حسن التازي ومن معه للمداولة قصد النطق بالحكم في أخر الجلسة، بعد الاستماع للكلمة الأخيرة للمتهمين.
وافتتح حسن التازي الذي يواجه تهما ثقيلة، رفقة زوجته وشقيقه، في مقدمتها الاتجار بالبشر، كلمته بسورة الفاتحة، موضحا للمحكمة أنها كلها رحمة قائلا:" انتهى علم الأوراق ليبدأ علم الأشواق والأذواق والحقيقية".
وعرج حسن التازي على ما جاء في مذكرة الوكيل العام أنه في هذه القضية التازي لايحاكم فيها بصفته الدكتور والطبيب المتميز ولكن بصفته راع مسؤول عن رعيته، "مشددا على أنه مسؤول كطبيب وكمدير طبي، ولايتحمل مايصير أو ماتفعله المصحة ولا يتحمل أخطاء ووزر الآخرين وأنا مسؤول عن كل ما هو طبي وفقا للقانون".
وأردف أن المصحة ملزمة باحترام قوانين حوادث الشغل وتشتغل ضمن نظام داخلي للمصحة يحكمه قانون المستشفيات والمصحات.
واستدل حسن التازي ب0يات قر0نية قائلا: "نحن أمامكم وبين أيديكم ويقول الله في حقكم "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"، مضيفا وهو يغالب دموعه: "كان عهد من عندكم أفلا أستحق البراءة من جلالة الملك وقضاته، نحن تجاوزنا مرحلة العقول والآن في مرحلة القلوب" .
وتابع الحسن التازي: " الملف واضح ولايمكن أن يصل إلى مستوى أعلى من هذه الكلمة، رحمة لكم لنا ورحمة علينا ورحمة وبراءة أترجى البراءة شفاعتكم ورحمتكم سابقة وإن أخطأنا".
وخلال كلمتها الأخيرة، أكدت زوجة حسن التازي مونية بنشقرون على برائتها، قائلة: "إنني بريئة من جميع التهم، فكيف لي أن أشارك بأعمال لا علم لي بها بتاتا وأنا لست بمديرة وعلاقتي بالملف أنني زوجة التازي و لاحول لي ولا قوة، متوسلة من المحكمة إرجاع الأمور إلى نصابها".
وختمت زوجة التازي، كلمتها وهي تشهق بالبكاء قائل: إنها "تعيش تحت رحمة الدواء والمرض ولم تجد مالا تصرف به على مدارس أبنائها"، لافتة إلى تشتت أسرتها وأحوال أبنائها ووضعها الصحي"، وأردفت مخاطبة القاضي بنبرة باكية: "نتوما قلتم أنني أمانة عندكم..أنا بريئة.. تعذبت.. وتشتت حياتي وولادي وراجلي.. لا أستحق كل هذا..أنا تحت رحمة الأدوية والمهدئات".
من جانبه تقدم عبد الرزاق التازي شقيق حسن التازي وهو يصرخ والدموع تغالبه "اللهم أظهر الحق وأزهق الباطل".
وشدد على غرار باقي المتهمين أنه لا علاقة لله بالتهم المنسوبة إليه لا من بعيد ولا من قريب، معتبرا "سجنه ظلما، وأنه كبش فداء وقد أصبح جثة بدون رأس ولا عين ولا يد".
بدورها، طلبت "زينب.بن" من القاضي الأخذ بيدها، مؤكدة أنها ثظلمت من قبل الفرقة الوطنية التي دونت في المحاضر كلاما لم تقلهث، مشيرة إلى أنه قيل لها أنها متهمة بالاحسان العمومي لتجد نفسها متهمة بتهمة الاتجار بالبشر.
وأثارت " زينب بن" موت زوجها وكيف تحملت المسؤولية بعده لتجد نفسها داخل السجن متهمة بدل الاهتمام بأولادها المراهقين وبدل حمايتهم من أنياب الحياة.
وأشارت المتهمة المعروفة " بالمساعدة الاجتماعية" أنها كانت تنفق وتساهم من مالها الخاص وأنها لم تنصب على أحد من المحسنين بل كانت تتلقى رسائل شكر منهم على ما تقوم به من أجل المرضى المعوزين قائلة:" اليوم مصيري ومصير وليداتي بين ايديكم".
من جهتها قالت" أمينة. ف" "أنا أم لأولاد أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأطلب منكم الرحمة والرجاء من أجل أبنائي".
وطلبت المتهمة " فاطمة.ح"، بالرحمة من هيئة الحكم الرحمة مؤكدة على أنها لم تفعل شيئا ولم تتلقى شيئا من أحد".
ومن جانب آخر قالت : "سعيدة .ع" انا مستخدمة داخل المصحة وأشتغل تحت إمرة مديري، وليست لي علاقة مع المحسنين ولا أتخذ القرارات داخل المصحة وأطلب محاكمة عادلة وشكرا".