رغم انتخاب لطيفة المودني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، عمدة لمدينة الرباط خلفا لزميلتها في الحزب، أسماء أغلالو، التي أثارت الجدل خلال فترة قيادتها لعمودي العاصمة، لا تزال أحزاب المعارضة الجماعية بالمدينة ذاتها تتحسر عن توغل "التحالف الثلاثي" الذي أفرزته استحقاقات 8 شتنبر 2021 في مجالس الجماعات على المستوى الوطني. انتخاب رئيسة جديدة لجماعة الرباط لاستدراك الزمن السياسي المهدور للمكتب السابق، لم يشفي غليل أقطاب المعارضة بالمجلس، الذين عبروا عن فقدانهم الأمل في الوجوه المسؤولة عن التنمية المحلية ب"العاصمة الإدارية"، بسبب السياسات الموضوعة التي يدبر بها المرفق العمومي بالمدينة.
في هذا الصدد، قال فاروق المهداوي، مستشار بمجلس مدينة الرباط عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن "هذا الانتخاب الذي جرى الأمس هو استحقاق عادي، على اعتبار أن هذا التحالف هو قائم منذ انتخابات 8 شتنبر 2021″، مضيفا أنه "لا يمكن إعطاء اليوم حكم في حق العمدة الجديدة، بخصوص الكيفية التي يمكن التدبير بها الشأن المحلي للمدينة".
وتابع المهداوي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "نعيد التذكير أن مخرجات الانتخابات 8 شتنبر هي مخرجات عرجاء، لا يمكن أن تنتج لنا سياسة قادرة على المضي قدما بالتنمية سواء في العاصمة الإدارية أو في المغرب".
وأضاف المتحدث ذاته أن "الأمر سيكون مثل السابق ليس هناك جديد سوى تغيير الوجوه المسؤولة بوجوده أخرى، وأن التحكم في السلطة سيبقى نابع من القوانين التنظيمية 7 يوليوز 2015، وأن التغيير من الصعب أن يكون في الاستراتيجية العملية".
"نحن لا نخاطب الأشخاص وإنما نخاطب التنظيمات المشكلة للمجلس والسياسة التي يتبناها الثلاثي الحزبي الذي يقود الأغلبية، نظراً أنها سياسة غير نابعة من إرادة الشعب ضمن صناديق الاقتراع التي شابها الكثير من اللبس والغموض"، يقول المتحدث.
من جهته، يرى أنس الدحموني، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة الرباط، أنه "بالنسبة لنا كحزب العدالة والتنمية لم يطرأ أي جديد نظراً لما خلفته الانتخابات السابقة، ومواقفنا سنعبر عليها من باب المعارضة الجماعية كما كان الأمر سابقا".
وأورد الدحموني، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "هذا لا يمنع أن نتمنى للعمدة الجديدة ومكتبها كل التوفيق والنجاح من أجل خدمة المواطن المغربي، والنهوض بالعاصمة الإدارية للمملكة المغربية".
وأشار المعارض الجماعي إلى أنه "يجب على المكتب الجماعي المنتخب استدراك الزمن السياسي المهدور خلال الفترة السابقة، هذا الأمر سبق وأن عبر عليه التحالف الثلاثي في بيان له الذي أكد فيه عن تدهور خدمات القرب".
وأردف أيضا أن "المكتب الحالي عليه الاستفادة من أخطاء الماضي وتبنيه المنهجية التشاركية سواء مع الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين وأيضا مع المواطنين وذلك في إطار الصالح العام".