أكد مبعوث الاممالمتحدة الجديد الى الصحراء هورست كولر، الاربعاء في اول زيارة للمنطقة منذ تعيينه، تصميمه على حل قضية الصحراء وذلك اثناء زيارة مخيمات المحتجزين الصحراويين في الجزائر. وبدأ كولر المكلف إعادة اطلاق المحادثات بين الرباط وجبهة البوليساريو، جولته الاثنين من المغرب. واستقبل كولر قبيل ظهر الاربعاء من قبل مسؤولي البوليساريو في مخيم اوسرد وهو احد مخيمات المحتجزين القريبة من تندوف (1800 كلم جنوب غرب الجزائر) ويعيش فيه بين مئة ومئتي الف محتجز صحراوي، والارقام تختلف بحسب المصادر في ظل غياب احصاء رسمي. وقال المبعوث في تصريح صحافي مقتضب "جئت لاستمع الى طرفي النزاع والتعرف مباشرة على الظروف في مخيمات اللاجئين ولفهم المزيد من القضية وخصوصا لوضع رؤيتي الخاصة". وأبدى تفاؤله "ازاء مستقبل المفاوضات حول خطة تسوية نزاع الصحراء الذي تقيمه الاممالمتحدة" مضيفا مع ذلك "لست ساحرا". والتقى كولر الاهالي وخصوصا مجموعات من النساء. وبعد الظهر نص البرنامج على اجتماعات مغلقة مع مسؤولي البوليساريو في مخيم آخر هو رابوني، مقر السلطات التي اعلنتها البوليساريو. ومن المقرر ان يتفقد كولر الذي لم يزر رسميا الاراضي التي تخضع لسلطة المغرب من الصحراء، الخميس في تندوف قوة الاممالمتحدة المكلفة مراقبة وفق اطلاق النار. وبعد سنوات من الجمود، اكد الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريش في نيسان/ابريل 2017 انه يريد اطلاق "ديناميكية جديدة" حول هذا النزاع الذي يوتر العلاقات بين الجزائروالرباط ويعرقل التعاون بين دول المغرب العربي. وفي هذه الأثناء، اتخذ مجلس الامن قرارا يدعم استئناف المفاوضات ويمدد حتى نهاية نيسان/ابريل 2018 مهمة قوات الاممالمتحدة (مينورسو). عين كولر (74 عاما) في آب/اغسطس مبعوثا جديدا للامم المتحدة الى الصحراء خلفا للاميركي كريستوفر روس الذي استقال في ايار/مايو بعد ثماني سنوات من الجهود غير المثمرة. وكان موضع انتقادات من المغرب. والثلاثاء التقى الرئيس الالماني الاسبق العاهل المغربي الملك محمد السادس في الرباط. واكتفى الديوان الملكي ببيان مقتضب يعلن عن هذا اللقاء، من دون ان يأتي على ذكر ما دار خلاله من مباحثات. واعتبر ممثل بوليساريو في الاممالمتحدة، أحمد بخاري، ان "نوعية الاستقبال الذي حظي به (كولر في الرباط) مع تعتيم اعلامي، يعد دليلا على ان المغرب متمسك بمواقفه وسيشكل عائقا لجهوده"، كما صرح للصحافة مساء الثلاثاء في تندوف. وبحسب بخاري، فان مهمة كولر ستواجه عقبات "أولا، بسبب نقص الارادة السياسية لدى المملكة المغربية ومحاولتها (ابقاء) الوضع كما هو" أما "العائق الثاني فهو موقف فرنسا في مجلس الامن" والتي ب"دعمها" للمغرب تدفعه، بحسب المسؤول في بوليساريو، الى "التعنت". كما ينتطر ان يزور كولر في الايام القادمة الجزائر ونواكشوط.