أنهى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كولر، زيارته إلى المغرب في إطار جولة إقليمية تقوده اليوم إلى مخيمات تندوف حيث سيلتقي قيادة جبهة البوليساريو، وبعدها سيزور كلا من الجزائر وموريتانيا. زيارة المبعوث الأممي الجديد إلى المغرب تمت على أعلى مستويات باستقباله من طرف الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط، وهو اللقاء الذي حضره المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وكذا دفيد شفاك، المستشار الخاص لكوهلر. كما عقد المبعوث الأممي لقاءات موسعة مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بحضور عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة. واللافت للانتباه أن البلاغات الصادرة في هذا الشأن على مستوى الديوان الملكي، ورئاسة الحكومة، ووزارة الخارجية، أحاطت تفاصيل اللقاء بكتمان شديد، واكتفت بإعلان خبر الاستقبال دون ذكر أي موقف مسبق من نزاع الصحراء أو الإشارة إلى مقترح الحكم الذاتي. مصدر حكومي قال، في تصريحات لجريدة هسبريس، إن المغرب لن يتحدث عن تفاصيل اللقاء أو حيثياته إلى حين انتهاء مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة من جولته إلى المنطقة، أي بعد لقائه بجميع أطراف النزاع. وينسجم الموقف المغربي مع طريقة تدبير كولر لزيارته إلى المنطقة؛ إذ يُحيط هو أيضا تحركاته بتعتيم إلى درجة أن برنامج لقاءاته وتنقلاته لم يتم نشره على موقع الأممالمتحدة، كما أن المتحدث الرسمي باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، رفض الجواب على أسئلة الصحافة خلال مؤتمر صحافي بنيويورك، مكتفيا بالقول: "كولر يوجد حاليا في الرباط، وستكون هناك معطيات أوفر بعد نهاية الزيارة". في المقابل، كثف تنظيم البوليساريو من خرجاته الإعلامية الهجومية تزامنا مع تواجد المبعوث الشخصي لأنطونيو غوتيريس في الرباط، وعقد ممثل الجبهة لدى منظمة الأممالمتحدة، أحمد بوخاري، ندوة صحافية عشية قدوم كولر إلى مخيمات المحتجزين، هاجم فيها المغرب وحلفاءه. وقال القيادي في التنظيم الانفصالي: "يتعين على المبعوث الشخصي إلى الصحراء الغربية أن يضغط أكثر على فرنسا من أجل تسوية نزاع الصحراء"، واعتبر أن "فرنسا تشكل عائقاً بدعمها للمغرب". ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي الناطق باسم جبهة البوليساريو صور وصول كولر، اليوم الأربعاء، إلى مخيمات تندوف. وتأتي هذه الخطوة قبل تقديم مبعوث الصحراء لأول تقرير له أمام مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء المقبل، حول خلاصة زيارته إلى المنطقة، واحتمال استئناف المفاوضات التي بدأت منذ سنوات لكنها توقفت بسبب تدخل الجزائر وعرقلتها لإنجاح حل سياسي متوافق عليه. وكان قرار مجلس الأمن حول الصحراء رقم 2351 في أبريل الماضي مدد الولاية لبعثة المينورسو إلى أبريل المقبل، وأعاد التأكيد على مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في أبريل من عام 2007، واعتبر أن جهود المغرب "تتسم بالجدية والمصداقية للمضي قدماً بالعملية صوب التسوية".