ياسر المختوم اختارت السلطات المغربية التعتيم على زيارة مبعوث الاممالمتحدة الجديد إلى الصحراء، هورست كولر، في أول زيارة للمنطقة بدأت الاثنين الماضي، حيث لم يعط الرئيس الالماني السابق أي تصريح صحافي لا إلى وسائل الاعلام الرسمية ولا المستقلة، ولم يعلن عن فحوى مشاوراته مع المسؤولين المغاربة. بالمقابل كان لافتا للانتباه، الاهتمام الكبير بزيارة كولر، من طرف قادة الجمهورية الوهمية وأيضا المسؤولين الجزائريين، والحرص على التسويق الإعلامي للزيارة، والترتيب المسبق لإعطاء المبعوث الأممي تصريحات لوسائل الاعلام المحلية والدولية. وبالموازاة مع استقباله أمس الأربعاء، من طرف قادة "البوليساريو"، في مخيم للمحتجزين بالقرب من تندوف، قال المبعوث الأممي، "لست ساحرا، جئت لاستمع إلى طرفي النزاع، ولفهم القضية لوضع رؤيتي لها، وأنا متفائل وأرغب في اطلاق ديناميكية جديدة حول النزاع الذي يؤثر على علاقات دول الجوار". واختلفت تأويلات التعتيم المغربي على الزيارة، وقال أستاذ العلاقات الدولية فؤاد الفرحاوي في تصريح ل"اليوم 24″، "التعتيم الإعلامي على أول زيارة للمبعوث الأممي هو مقتضى دبلوماسي، يفترض أن لا المغرب ولا الجزائر ولا الطرف الآخر، يمتنعون عن الخوض في تفاصيل الزيارة، لكي لا يعرقل مسار المفاوضات بالمقاربة التي سينهجها المبعوث الاممي". واعتبر الفرحاوي أن "التعتيم من الجانب المغربي يبرره عدم الرغبة في تحمل مسؤولية انفلات في التصريحات، التي يمكن أن تنتج، وبالتالي يصبح المغرب مسؤولا عن تعثر مفاوضات السلام". وذهب الخبير في العلاقات الدولية إلى القول بأن ما أقدمت عليه السلطات المغربية، "سلوك دبلوماسي مطلوب، باعتبار أن هذه هي الزيارة الأولى، والمغرب هو المحطة الأولى في الزيارة، ونحن لا نعرف حتى الآن أي مقاربة سيعتمدها المبعوث الأممي الجديد". والتقى المبعوث الاممي الثلاثاء الماضي بالملك محمد السادس في الرباط، واكتفى الديوان الملكي ببيان مقتضب أعلن فيه عن الاستقبال. وسيزور "كولر" اليوم الخميس، قوة الأممالمتحدة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار، التي تتواجد بتندوف الجزائرية، على أن يزور لاحقا الجزائر ونواكشوط. وكان كولر البالغ من العمر 74 عاما، عين في غشت الماضي مبعوثا جديدا للأمم المتحدة، خلفا للأمريكي كريستوفر روس الذي استقال بعد ثماني سنوات لم تسفر جهوده عن أي حلحلة للملف.