في وقت يشتد فيه النقاش العمومي المرفوق بجدل حاد حول تعديل ومراجعة مدونة الأسرة. نفى منتدى الزهراء جميع الاتهامات التي وجهت له بخصوص موقفه من الملف المثير للجدل، داعيا أصحابها إلى مراجعة أنفسهم، دون أن يأتي على اسم الجهات التي تقف خلف الاتهامات الموجهة لأفراد المنتدى. وقالت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية إنه "ليس من الحكمة في شيء اتهام منتدى الزهراء بالعلمانية، أو كما سبق لبعض أعضاء حركة التوحيد والإصلاح، وحزب العدالة و التنمية أن اتهموا بعض عضواته بالمتأسلمات، و أننا نعزف على نغمة النسوانيات ولا نبالي، وبنقصان العقل و عدم النضج….، فقط لأنهن أصبحن يمتلكن معرفة دقيقة بالواقع ويتبنين خطابا يدافع عن قضايا الطفل والمرأة والأسرة بشكل متخصص انطلاقا من المرجعية الإسلامية"، متحدية من وصفتهم ب"هؤلاء الذين يقومون اليوم بالنضال في المناضلات" أن يأتوا بمقترح واحد للمنتدى يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
وأضافت قروري في بيان موقع باسمها، أن "بعضا ممن يطلقون (العنان لألسنتهم دون أن يتقوا الله في أخواتهم، أن جميع اجتهاداتنا واقتراحاتنا نخضعها للنظر العلمي الشرعي ونستشير فيها مع الفقهاء المجتهدين والعلماء المجددين)، مؤكدة أن المنتدى يستمع (للنساء المعنفات ولمحامياتنا اللواتي يعايشن مشاكل المرأة في الميدان، ونستمع للقضاة الذين لهم خبرة في المعايشة اليومية للاختلالات)".
وترى قروري أن منتدى الزهراء، هو اليوم الأكثر أهلية للترافع عن قضية إصلاح المدونة انطلاقا من المرجعية الإسلامية، إلى جانب جميع المدافعين عن هوية المجتمع المغربي المسلم، وصافة الكثيرين ممن تأخذهم العاطفة الدينية دفاعا عن الاسلام بأنهم يفتقدرون للمعرفة الدقيقة بالواقع وبالاختلالات الموجودة.
وبخصوص اتهامها بالنسوية، تقول رئيس المنتدى إن "النسوية كمذهب فكري له مقوماته الفلسفية وسياقاته التاريخية، التي تطورت نتيجة عوامل اجتماعية وسياسية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية".
وبالنسبة للحركة الاسلامية، تؤكد قروري أنه "منذ معركة مواجهة الخطة الشهيرة فقد انتبهت إلى الفراغ الموجود في هذا المجال، كما انتبهت ايضا الى الفراغ الحقوقي، فأسست جمعية متخصصة هي منتدى الزهراء للمرأة المغربية".
وشددت على أن المنتدى "جهز نفسه لجميع المعارك، بما فيها معركة إصلاح المدونة بمقترحات عملية دقيقة نابعة من شريعة الإسلام ومقاصده السمحة"، رافضة جميع الاتهامات التي تمس عضواته في دينهن وفي أعراضهن خاصة من أناس، قالت إن "لهم سوابق في انتهاك حقوق نسائهن وهم يقفون في صف الدفاع عن المرجعية الإسلامية".