لم يخلق فوز نزار بركة بالأمانة العامة لحزب الاستقلال المفاجأة، اليوم السبت بالمجمع الرياضي الأمر مولاي عبد الله بالرباط، فقد كانت كل الظروف مهيأة لفوز المرشح عن عائلة آل الفاسي، بعد أن حظي بدعم قوي من القيادي الاستقلالي النافذ حمدي ولد الرشيد وآل قيوح. ويرى محمد بودن المحلل السياسي، في تصريح ل"الأيام24"، بأن فوز بركة والسقوط المدوي لحميد شباط أمامه في السباق نحو الأمانة العامة لم يحمل أي مفاجأة ، مبرزا بأن تدحرج شباط ساهمت فيه عدة عوامل أبرزها سلسلة التراجعات وارتباط اسمه بعدد من الأخطاء المؤثرة، علاوة على بعض القرارات المتسرعة وكذا الخطاب الأرعن في عدد من المناسبات. وأضاف بودن، أنه في عهد شباط انحرف حزب الإستقلال عن دوره وموقعه التعادلي المعروف، وكذا الانتفاض في وجه صناع القرار ، مشيرا إلى أن إجبار شباط على التخلي بهزيمة قاسية جاء كذلك بنيران صديقة. وأكد المحلل السياسي، بأن المستقبل السياسي لحميد شباط أصبح مفتوحا على سيناريوهين أساسيين وهما الإنسحاب أو مواجهة الفشل، وقد لا يجد حميد شباط مبررات كثيرة لهزيمته، لكنه قد يتحصن بنفس أسلوبه ويتحدث عن دور "الألاعيب الانتخابية " في ميزان السياسة. وأوضح المتحدث، بأن حزب الإستقلال سيعود للعمل بنهج أهل الفاسي مع انتخاب نزار بركة الذي يبقى شخصية إدارية هادئة ومسالمة وغير غارقة في الإيديولوجية،يجمعها خيط ناظم وعلاقات جيدة مع مع عدد من الفاعلين السياسيين المؤثرين في الراهن السياسي المغربي،وقادر على التفاعل الإيجابي مع التعليمات المؤطرة. واسترسل بودن، "قد يجعل نزار بركة حزب الإستقلال قريبا من أحزاب كانت إلى وقت قريب في وضع صدامي مع حميد شباط". ووجاء انتخاب نزار بركة بعد أن حصل على 924 صوتا مقابل 230 صوتا لمنافسه حميد شباط، فيما بلغ عدد الأصوات الملغاة 78 صوتا وذلك من مجموع أصوات أعضاء المجلس الوطني. وأوضح رئيس المؤتمر السابع عشر للحزب، نور الدين مضيان، خلال إعلانه لنتائج التصويت، أن الأصوات المعبر عنها بلغت 1232 من أصل 1283 أعضاء المجلس الوطني، مبرزا أن نسبة المشاركة في عملية التصويت بلغت 96.24 في المئة. وفي كلمة بالمناسبة نوه بركة، بتضافر جهود جميع الاستقلاليين والاستقلاليات من أجل إنجاح هذه المحطة "التاريخية"، التي تساهم في تعزيز الديمقراطية الداخلية للحزب، مؤكدا عزمه على مواصلة العمل من أجل تطوير الأداء الحزبي خدمة للوطن والمواطنين. وشدد على أنه سيعمل جاهدا على بلورة مشروعه الحزبي، الذي كان قد استعرضه قبل انعقاد المؤتمر أمام أعضاء الحزب والصحافة، من خلال تقوية رصيد المصالحة والثقة داخل البيت الاستقلالي، ومباشرة مصالحة شاملة تعبئ مختلف حساسيات وفعاليات وفئات وقطاعات الحزب.