سقط حميد شباط في معركة البقاء على رأس حزب الاستقلال، بعد خسارته النزال على كرسي الأمانة العامة أمام منافسه نزار بركة بفارق 694 صوتا، في جلسة انتخاب قادة الحزب في أول دورة للمجلس الوطني، عقدت السبت، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وتحققت نبوءة أبرز الوجوه الاستقلالية بخصوص الهزيمة المرتقبة ل"الزعيم الصدامي"، التي لاحت مؤشراتها قبل أيام على انعقاد المؤتمر 17 للاستقلال، عقب حصد نزار بركة 924 صوتا مقابل 230 صوتا لمنافسه شباط، فيما بلغ عدد الأصوات الملغاة 78 صوتا، من مجموع أصوات أعضاء المجلس الوطني، البالغ عددهم 1283. وشهدت عملية التصويت، التي انخرط فيها 1232 من أعضاء "برلمان الاستقلال"، تسجيل نسبة مشاركة حددت في 96.24 في المائة، وفق ما كشفه رئيس المؤتمر، نور الدين مضيان، خلال إعلان النتائج. وفي كلمة له بعد تسليمه مفاتيح سفينة "الميزان" لقيادتها في المرحلة المقبلة، قال الأمين العام الجديد إنه سيعمل جاهدا على بلورة مشروعه الحزبي، الذي كان استعرضه قبل انعقاد المؤتمر أمام أعضاء الحزب والصحافة، من خلال "تقوية رصيد المصالحة والثقة داخل البيت الاستقلالي، ومباشرة مصالحة شاملة، تعبئ مختلف حساسيات وفعاليات وفئات وقطاعات الحزب". وأشار، في ندوة صحفية بعد الكشف عن نتائج التصويت، إلى أنه سيعمل على اعتماد "حكامة ناجعة ودينامية في التسيير"، من خلال بلورة إطار تعاقدي مع تنظيمات الحزب ومنظماته الموازية وروابطه المهنية، وبلورة استراتيجية لتحديث التواصل الداخلي، واستراتيجية أخرى تشاركية ومندمجة، تقدم خدمات ميدانية ملموسة ومستدامة للمواطنين. كما شدد على أنه سيحرص على تقوية مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني، عبر بلورة "رؤية استكشافية، ترتكز على القيم والمرجعية والخبرات الاستقلالية المتراكمة"، بهدف تسريع وتيرة التنمية المندمجة والمستدامة لمختلف قطاعاتها، علاوة على إرساء علاقات مع فرقاء المشهد السياسي والمجتمع المدني والقوى الحية، مبنية على "الاحترام المتبادل والتعاون البناء والتفاعل الإيجابي". من جهته، أكد حميد شباط احترامه لما أفرزته الديمقراطية من نتائج، مهنئا نزار بركة على الثقة التي نالها من مناضلي ومناضلات الحزب. وأشاد الأمين العام السابق لحزب الاستقلال بالأجواء التي مرت في خضمها الانتخابات، مبرزا أنها كانت "شفافة ونزيهة في جميع مراحلها"، معتبرا أن "المنتصر الأول في هذه المحطة هو حزب الاستقلال من خلال حماية وحدة صفه وتقوية بيته الداخلي"، متمنيا للأمين العام الجديد "كامل التوفيق والسداد" في مهمته الحزبية على رأس الحزب. ومن المرجح أن الزعيم الاستقلالي الجديد تعرف، أمس الأحد، على الفريق الذي سيعمل إلى جانبه لتنزيل مشروعه لإعادة حزب الاستقلال إلى مكانته في المشهد السياسي، بعدما انتخب المجلس الوطني 28 عضوا في اللجنة التنفيذية، بينهم 6 نساء بالكوطا و4 شباب بالنظام نفسه، في عملية التصويت، التي انطلقت مباشرة بعد التعرف على هوية خليفة شباط. وأعاد بركة ميزان الحزب ل "آل الفاسي"، فهو صهر الأمين العام السابق عباس الفاسي، وحفيد علال الفاسي من جهة الأم، بعد صراع مع شباط في المؤتمر 17، في ما عرف ب"موقعة الصحون"، و"معركة البادجات".