AFP توصل طرفا الصراع السوداني إلى وقف لإطلاق النار في عموم البلاد لمدة 72 ساعة، اعتبارا من الساعة 06:00 بتوقيت الخرطوم، 04:00 بتوقيت غرينيتش صباح الأحد. ينص الاتفاق، الذي جاء برعاية سعودية وأمريكية، على السماح "بحركة وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق في جميع أنحاء السودان". وبحسب بيان سعودي-أمريكي مشترك، اتفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الامتناع خلال وقف إطلاق النار عن التحركات المحظورة والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو المسيرة وعن القصف المدفعي وتعزيز المواقع وإعادة إمداد القوات، فضلا عن الامتناع عن السعي لتحقيق ميزة عسكرية خلال وقف إطلاق النار. وفي منتصف أبريل/نيسان الماضي، اندلع صراع على السلطة في السودان بين الجنرال عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الحاكم، ونائبه الجنرال محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وأدى هذا الصراع الجديد إلى تردّي الأوضاع في السودان، الذي يعد بالأساس أحد أكثر بلدان العالم فقرا، وترك الصراع سكان البلاد البالغ تعدادهم حوالي 45 مليون نسمة في ظروف معيشية بالغة الصعوبة. ودعت السعودية والولايات المتحدة طرفي الصراع إلى "النظر للمعاناة الشديدة التي يعانيها الشعب السوداني"، وإلى "ضرورة الالتزام التام بوقف إطلاق النار والحد من العنف". وحذّر البيان الطرفين من أنه في حال عدم الالتزام بوقف إطلاق النار الجديد، ستضطر السعودية والولايات المتحدة "إلى النظر في تأجيل محادثات جدة". اشتباكات السودان: لماذا يصعب على الوسطاء إنهاء القتال؟ وسبق وأُعلنت هدنات عديدة بين طرفي الصراع السوداني منذ اندلاعه منتصف أبريل/نيسان الماضي، وجاءت معظم تلك الهدنات برعاية سعودية وأمريكية، لكن أيا منها لم يحظ باحترام جانبَي الصراع على الأرض. وكانت آخر هدنة يوم السبت الماضي لمدة 24 ساعة. وفور انتهاء مدة سريانها صباح اليوم التالي، شهدت العاصمة الخرطوم تجددا لأعمال القتال بعد يوم من الهدوء النادر صمتت خلاله الأسلحة بعد أسابيع من القتال العنيف. ومن المقرر أن يُعقد الاثنين مؤتمر دولي في جنيف لدعم الاستجابة الإنسانية للأزمة في السودان. ويشترك في رعاية مؤتمر المانحين الإنسانيين في جنيف كل من السعودية وقطر ومصر وألمانيا والاتحاد الأوروبي وعدد من وكالات الأممالمتحدة. وتعرضت أمس السبت أحياء جنوبيالخرطوم، بينها مايو واليرموك، لقصف جوي قتل فيه مدنيون. واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمهاجمة عدد من الأحياء السكنية في جنوب العاصمة بالطيران، مما أدى إلى "مقتل وإصابة العشرات". اشتباكات السودان: مقتل 17 شخصا بينهم أطفال في قصف جوي على جنوبالخرطوم كما أعلنت قوات الدعم السريع أنها أسقطت طائرة حربية تابعة للجيش، لكن وكالة فرانس برس نقلت عن مصدر عسكري قوله إن الطائرة سقطت بسبب "عطل فني". دعوة للمحاسبة وطالب عدد من منظمات المجتمع المدني السوداني، يوم السبت، أعضاء المجتمع الدولي المعنيين بالحفاظ على السلام والأمن في السودان إلى التنديد بجرائم مزعومة ارتكبها طرفا الصراع ومحاسبتهما. وفي رسالة مفتوحة إلى كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، اتهمت مجموعة منظمات المجتمع المدني السوداني قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع في جميع أنحاء السودان، ولا سيما ولاية غرب دارفور. كما اتهمت المجموعة الجيش السوداني بالتقاعس عن حماية المدنيين من "الجرائم البشعة التي ترتكب حاليا" في غرب دارفور. اشتباكات السودان: الحياة توقفت والاغتصاب زاد وتشهد مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، ومحيطها عنفا داميا بين قوات الدعم السريع وميليشيات عربية مسلحة من ناحية، والقوات المسلحة السودانية وجهات مسلحة أخرى ومدنيين اضطروا لحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم من الناحية الأخرى، بحسب بيان للمجموعة. وفي يوم 14 يونيو/حزيران الجاري، اختُطف والي غرب دارفور خميس أبكر وقُتل، وذلك بعد تصريحات تليفزيونية أدلى بها ووصف فيها الوضع في الولاية بأنه "إبادة جماعية". ونددت بعثة الأممالمتحدة في السودان بالحادث الذي وصفته بال "صادم"، مطالبة بالوقف الفوري للقتال في المنطقة. Getty Images آثار الدمار في سوق بمدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور. وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن مقتل والي غرب دارفور الذي خطفه مسلحون مجهولون. "جرائم ضد الإنسانية" وبحسب منظمة أكليد غير الحكومية المعنيّة بجمع البيانات في مناطق النزاع، بلغ عدد القتلى جرّاء الصراع على السلطة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان حوالى 2000 قتيل، فيما ناهز عدد الجرحى 4000 جريح، أما أعداد النازحين فقد تجاوزت 2.2 مليون شخص حتى الآن. ومن إقليم دارفور جنوب غربي السودان، يستمر تدفق المئات من النازحين السودانيين إلى تشاد عبر الحدود بين البلدين. وأشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن نحو ستة آلاف شخص فرّوا من مدينة الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية فقط. وحذرت الأممالمتحدة هذا الأسبوع من أن ما يشهده إقليم دارفور قد يصنف على أنه "جرائم ضد الإنسانية". ومنذ بداية الألفية الجديدة يعاني الدارفوريون عنفا داميا راح ضحيته أكثر من 300 ألف إنسان فيما نزح أكثر من 2.5 مليون، وفق الأممالمتحدة.