يبدو أن تعزيز العلاقات بين المغرب والبرتغال، ودعم لشبونة للوحدة الترابية للمملكة ومبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، قد أزعج النظام الجزائري، وهو ما دفع الرئيس عبد المجيد تبون، إلى القيام بزيارة رسمية إلى العاصمة البرتغالية، لم يعلن عنها في وقت سابق. وأوردت تقارير جزائرية، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بدأ الإثنين، زيارة دولة إلى جمهورية البرتغال، تهدف لتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي مع هذا البلد، إلى جانب مواجهة محاولات المغرب الحصول على تأييد لشبونة لمبادرته لحل نزاع الصحراء.
واعتبرت المصادر ذاتها، أن البرتغال، قفزت في المجال الجيوسياسي في ترتيب الأولويات لدى الجانب الجزائري إلى المقدمة في شبه الجزيرة الأيبيرية بالنظر إلى العلاقات شبه المقطوعة حاليا بين الجزائر ومدريد، لدعم حكومة بيدرو سانشيز مغربية الصحراء.
وكتبت "الشروق" الجزائرية، أن "البرتغال تعتبر من الدول التي تربطها علاقات صداقة وتعاون مع الجزائر منذ عام 2005، كما تعتبر شريكا اقتصاديا موثوقا للجزائر، وإن غلب على هذه الشراكة البعد الطاقوي؛ فالبرتغال تعتمد على 82 بالمائة من حاجياتها من الغاز الجزائري المصدر عبر الأنابيب.
وأضافت الجريدة "أنه قبل أن ينتقل تبون إلى لشبونة الإثنين 22 ماي 2023، كانت الجزائر قد استقبلت قبل نحو أسبوع، وزير الاقتصاد البرتغالي، أونطونيو كوستا سيلفا، وخلال تلك الزيارة وصف الجزائر ب"الشريك ذا مصداقية في مجال الطاقة"، أمام كل من الوزير الأول، ايمن بن عبد الرحمن، ووزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، مشيرة إلى أنه كما استقبل في الأسبوع ذاته السفير البرتغاليبالجزائر، لويس دي ألبوكويركي فيلوسو، من قبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، وهو الاستقبال الذي جاء في أعقاب أيام من انعقاد الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال تحت شعار "المغرب والبرتغال: تأكيد على شراكة إستراتيجية نموذجية"، وتم خلاله التوقيع على حزمة من الاتفاقيات، والتأكيد على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين".
وأوضحت "الشروق"، أنه "من الناحية السياسية والدبلوماسية، فالزيارة ستكون فرصة للجزائر من أجل قطع الطريق على المغرب الرامي إلى استدراج البرتغال لدعم مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية".
ويرى مراقبون أن زيارة الرئيس الجزائري تستهدف إيجاد حليف بديل لإسبانيا وأيضا تبديد الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات البرتغالية – المغربية، مستبعدين أن ينجح تبون في تحقيق هدفه المنشود في ظل إدراك لشبونة لأهمية الحفاظ على علاقة قوية مع الرباط.
ويأتي دعم البرتغال للمقترح المغربي في سياق دعم أهم الدول الأوروبية ومنها ألمانيا وإسبانيا، وهو ما دفع بالجزائر إلى قطع علاقتها مع هذه الأخيرة بالنظر لمعرفتها بخبايا النزاع المفتعل.