بعد أشهر من تقديم ملف ترشيح مشترك بين المغرب والصبليون والبرتغال لاحتضان مونديال 2030، وبعد أيام كذلك من تجديد الحكومة البرتغالية دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء، وتأكيدها على واقعية ومصداقية المبادرة لتسوية النزاع، سارعت الخارجية الجزائرية إلى عقد لقاء لأمينها العام عمار بلاني مع سفير البرتغال لديها. وقال بيان للخارجية الجزائرية إنه وبهدف التحضير لاستحقاقات ثنائية هامة، استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج عمار بلاني بمقر الوزارة، سفير جمهورية البرتغالبالجزائر لويس دي ألبوكويركي فيلوسو. وأشار البيان إلى أن الطرفين استعرضا خلال هذا اللقاء، مختلف مجالات التعاون الثنائي، وتباحثا حول سبل تعزيزها، حيث أكدا على إرادتهما في بناء شراكة استراتيجية شاملة ترقى إلى مستوى إمكانات البلدين. وبخصوص الشأن الدولي، استعرض الطرفان جملة من القضايا الدولية والجهوية ذات الاهتمام المشترك، حيث عبرا عن ارتياحهما لتقارب وجهات النظر فيما يتعلق بمختلف التحديات و"جددا تمسكهما بمبادئ الشرعية الدولية في تسوية النزاعات"، بحسب البيان. حديث بيان الخارجية الجزائرية عن ما تسميه "التمسك بمبادئ الشرعية الدولية في تسوية النزاعات"، يحيل إلى الأطروحة الجزائرية بخصوص نزاع الصحراء، ف"الشرعية الدولية" التي تتحدث عنها الجزائر فيما يتعلق بهذا النزاع، تصر على أن لا تنظر إليها سوى بمنظار مواقفها الداعمة لأطروحة البوليساريو، وهي مواقف تظل حبيسة المقاربات السابقة التي تجاوزتها قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، المؤكدة على ضرورة انخراط كافة الأطراف المعنية بما فيها الجزائر، في جهود البحث عن حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي. وكانت البرتغال جددت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب سنة 2007 لحل النزاع حول الصحراء، مؤكدة بأن المبادرة مقترح واقعي وجاد وموثوق من أجل حل معتمد في إطار الأممالمتحدة للنزاع. وأكدت الحكومة البرتغالية في الإعلان المشترك الذي توج أعمال الاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى، المنعقد يوم الجمعة الماضي في لشبونة، دعمها للمسلسل الذي تقوده الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع، وهو موقف تنضم به البرتغال إلى الدول الأوروبية الأخرى التي أكدت دعمها للمبادرة المغربية باعتبارها الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل إيجاد تسوية هذا الملف.