تحركات تقوم بها جبهة "البوليساريو" في الآونة الأخيرة، من خلال عقد لقاءات مكثفة مع مسؤولين كوبيين، تزامنا مع تعزيز العلاقات بين الرباط وهافانا منذ إنهاء القطيعة الديبلوماسية بين البلدين التي دامت 37 سنة بسبب دعم كوبا للجبهة المدعومة من الجزائر في قضية الصحراء المغربية. التحركات التي تقوم بها "البوليساريو" في سياق تعزيز علاقاتها مع هافانا، بدأت مع استقبال ابراهيم غالي، الخميس الماضي، لممثل كوبا لدى الجبهة، أرماندو فيركارا بوينو، الذي جدد دعمه بلاده لأطروحة "البوليساريو".
أيام بعد استقبال ابراهيم غالي، لممثل كوبا لدى البوليساريو، قام القيادي في الجبهة "خطري أدوه"، بزيارة إلى العاصمة الكوية هافانا، حيث استقبل بمقر وزارة الخارجية الكوبية، من طرف نائبة وزير الخارجية انايانسي روذريكيس كاميخو، حيث تم خلال اللقاء عرض آخر تطورات قضية الصحراء.
يبدو إذن من استقبال إبراهيم غالي، لممثل كوبا وزيارة قيادي في البوليساريو، "خطري أدوه"، إلى هافانا، أن "البوليساريو"، غير مرتاحة لتخفيف النظام الكوبي من لهجته "الشديدة" المؤيدة للأطروحة الانفصالية، ولسيرورة تطور العلاقات بين المغرب وكوبا، بعد إنهاء القطيعة الدبلوماسية، بعد توتر العلاقات بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو بسبب الدعم الذي توفره بلاده للبوليساريو.
هذه القطيعة أنهاها الملك محمد السادس بعد زيارة قام بها سنة 2017 إلى كوبا فتحت الباب لدينامية جديدة توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وهافانا وختم سجلات الخلاف على مدى 37 سنة بطابع "المصلحة المشتركة".
وخلال السنوات التي تلث عودة العلاقات بين الرباط وهافانا، شهدت تطورا كبيرا، خاصة بعدما أبانت كوبا، عن رغبتها في الانفتاح السياسي، والاقتصادي على الخارج بعد سنوات عجاف بِسَبَب الانغلاق على الذّات.
ومما يعزز دينامية العلاقات بين المغرب وكوبا، برقية تهنئة بعثها الملك محمد السادس، في شهر يناير الماضي، إلى ميغيل دياز كانيل بيرموديز، رئيس جمهورية كوبا، وذلك بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني.
وأعرب جلالة الملك، في هذه البرقية، للرئيس ميغيل دياز كانيل بيرموديز عن أحر التهاني والمتمنيات للشعب الكوبي بمزيد النماء والازدهار.
ومما جاء في برقية جلالة الملك "يطيب لي أن أؤكد لكم حرص المملكة المغربية على مواصلة تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها بجمهورية كوبا خدمة للمصالح المشتركة لشعبينا، وترسيخا لجسور التعاون جنوب – جنوب".
يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.