يعد الوضع في منطقة الساحل والصحراء مصدر قلق كبير لأجهزة المخابرات الأمريكية، كما يشكل انتشار الجماعات الجهادية المتطرفة وتناميها تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة ومصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبحسب "مغرب أنتلجنس"، لا يتردد محللو وكالة المخابرات المركزية في مقارنة الوضع السائد اليوم في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وشمال نيجيريا والكاميرون بأفغانستان في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين.
وأضاف المصدر ذاته، فقد أدى انهيار فرنسا في منطقة الساحل ، التي اضطرت إلى تقليص وجودها الدبلوماسي والعسكري في المنطقة ، وكذلك النشاط الروسي من خلال ميليشيا فاغنر السورية، إلى إعادة خلط الأوراق بالكامل. كما أن واشنطن لا تنظر بعين الرضا إلى سياسة الجزائر المدعومة من طرف موسكو في المنطقة.
وأكد مصدر دبلوماسي أمريكي للصحيفة الفرنسية، أن "الجزائر أصبحت رأس جسر بوتين في منطقة الساحل"، إذ يشكل الوجود "الكثيف" المتزايد لموسكو تحديًا أمنيًا حقيقيًا للولايات المتحدة، مشيرا أن "أن هذا هو السبب الذي جعل واشنطن تتجه إلى "حليفها" الدائم مؤكدا أن "الإدارة الأمريكية تعتبر المغرب شريكًا موثوقًا وملتزمًا في محاربة الإرهاب".
وأوضح المصدر ذاته، أنه بالإضافة إلى ذلك ، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية تكن تقديرا كبير لنظيراتها المغاربة، ويثني مسؤولو وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي على جودة ودقة المعلومات المقدمة لهم ، لا سيما من قبل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية.
استقبل المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي بمكتبه بالرباط، يومه 7 أبريل الجاري، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بورنز، الذي كان مرفوقا ببعض من كبار مساعديه وبسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية المعتمد بالمغرب، بونيت تالوار.
وذكر بلاغ للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن هذا اللقاء يندرج في سياق الاجتماعات الثنائية بين الطرفين، كما يشكل مناسبة لمتابعة تنزيل مخرجات زيارة العمل التي قام بها المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال يومي 13 و14 يونيو 2022، والتي التقى خلالها بكل من أفريل هاينز مديرة أجهزة المخابرات الأمريكية، ووليام بورنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وكريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأوضح المصدر ذاته أن المباحثات الثنائية خلال هذا اللقاء تمحورت حول تقييم الوضع الأمني والمخاطر المرتبطة به على المستويين الإقليمي والجهوي، ودراسة التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، فضلا عن رصد واستشراف مخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء.
وخلص البلاغ إلى أن هذه الزيارة تعكس متانة وعمق علاقات التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية، كما تأتي كذلك لتأكيد الرغبة المشتركة للطرفين في تدعيم هذا التعاون وتوطيد التنسيق البيني في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لمختلف التهديدات الأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.