أكدت الحكومة المغربية في رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عدم وجود أي حدود برية للمغرب مع إسبانيا، مشيرة إلى أن مدينتي سبتة ومليلية هما ثغران محتلان. الرسالة المغربية للمجلس الأممي، جاءت ردا على التوضيحات التي طلبت من الرباط بشأن الاستخدام المفرط للقوة خلال أحداث مليلية في 24 يونيو الماضي، والتي تسببت في وفاة ما لا يقل عن 23 مهاجرا. بحسب ما نقلته وكالة "فرانس بريس".
ووفق منطوق الرسالة التي نقلت مضامينها الوكالة فإن المغرب، أكد أنه من غير الدقيق الإشارة إلى خط الفصل بين المغرب ومليلية على أنه حدود برية بين المغرب وإسبانيا، فمليلية لا تزال ثغرا محتلا، ولا يمكن الحديث عن حدود وإنما عن نقاط عبور.
رسالة المغرب رد عليها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أمس الخميس، سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان متمتعتان بالحكم الذاتي، رافضا التصريحات المغربية. حيث تحدث سانشيز بالبرلمان بعدما حثته المتحدثة باسم حزب الشعب على الاستفادة من ظهوره بالبرلمان للرد على رسالة المغرب للأمم المتحدة، "والدفاع عن ما تعتبره السيادة الوطنية وسلامة الأراضي الإسبانية.. والتأكيد أن موقف الرباط خاطئ".
وكان المغرب وإسبانيا قد خرجا قبل أشهر قليلة من أزمة ديبلوماسية غير مسبوقة، وذلك بموجب اتفاق، عبرت فيه مدريد عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، وقال سانشيز حينها إن الاتفاق يضمن "إسبانية سبتة ومليلية"، في حين لم تعقب السلطات المغربية على الأمر.
ورغم عدم وضع المغرب ملف سبتة ومليلية لدى الأممالمتحدة باعتبارهما يندرجان ضمن ملفات تصفية الاستعمار، فإنه لا ولم يعترف رسمياً بسيادة إسبانيا عليهما، ويعتبرهما مدينتين مغربيتين. إضافة إلى أن عدم اعتراف المغرب بالسيادة الإسبانية على المدينتين تترجمه القرارات التي يتخذها، إذ اختار المغرب سنة 2018 وضع حدٍّ لتجارة السلع المهربة من المدينتين ما أدى إلى تدهور وضعهما الاقتصادي، وهو ما قد يدفع إسبانيا في يوم ما إلى تغيير مواقفها.
ولا يقوم المغرب لا يقوم بخطوات فعالة من أجل استرداد مدينتي سبتة ومليلية، إلا أنه في السنوات الأخيرة تعالت أصوات عدد من الجمعيات المغربية من أجل دفع الدولة نحو التحرك وعدم التخلي عن مدينتي سبتة ومليلية.
وتعتبر مدينتا سبتة ومليلية أولى المستعمرات في شمال إفريقيا، فمدينة سبتة استعمرت سنة 1415 ميلادية، أي قبل سقوط غرناطة، وذلك من طرف البرتغال، هذه الأخيرة التي تنازلت عن المدينة للإسبان سنة 1668 بمقتضى معاهدة لشبونة مقابل اعتراف إسبانيا باستقلال البرتغال، فيما احتلت مليلية من قبل الإسبان سنة 1497 ميلادية.