تمكن مرشح حركة إلى لأمام إمانويل ماكرون (39 عاما) من الفوز في الجولة الثانية من الرئاسيات الفرنسية بنسبة 65.1 في المئة متفوقا على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ليصبح أصغر رئيس سنّا في تاريخ الجمهورية الفرنسية. وتعليقا على فوز ماكرون بالانتخابات الفرنسية يرى محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن الناخب الفرنسي عبر عن سلوك انتخابي عقلاني،استحضر فيه مصير فرنسا نحو المستقبل، علاوة على علاقات فرنسا والتزاماتها الدولية ورهاناتها الداخلية، وبالتالي يمكن القول إن توجه فرنسا الواثقة في مستقبلها تغلب على توجه فرنسا الخائفة من محيطها. وأكد بودن في حديث ل"الأيام 24" أن " فوز ماكرون يغير وجه السياسة الفرنسية، فهو اختيار لسياسي ناشىء على أمل إحداث التغيير المطلوب، بحيث انتصر الناخب الفرنسي لجيل الشباب على اعتبار أن ماكرون( 39 سنة ) حطم رقم جيسكار ديستان كأصغر رئيس منذ دستور الجمهورية الخامسة 1958،بل أكثر من هذا أن ماكرون يعد أصغر رئيس في تاريخ فرنسا. وأوضح المحلل السياسي ذاته، أن ماكرون يصل للاليزيه بدون أن تكون له قاعدة برلمانية لكنه سيكون مدعوا لتأكيد حصوله على نسبة تناهز 66% من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي ستجرى في يونيو 2017. "ولفت بودن أن "استطلاعات الرأي هذه المرة لم تخسر أمام النتائج كما حصل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأصابت تقديراتها وتجاوزت الكساد الذي أصابها بعد فوز ترامب.
وأشار بودن إلى أن ماكرون يمكن القول انه فاز باستحقاق انتخابي في عمقه استفتاءات حول عدة ملفات ابرزها ( الاتحاد الاوروبي، القومية والهجرة،العولمة) كما يمكن القول انه استفاد من تراجع الحضور الانتخابي للأحزاب التقليدية بل أكثر من هذا فإن سياسته الوسطية استطاعت أن تقنع ناخبين من اليمين وآخرين من اليسار في نفس الوقت. وعن خسارة لوبين أوضح المتحدث ذاته أن حزب الجبهة الوطنية حقق أفضل ما في تاريخه وهذا يعني أن نسبة مهمة من الفرنسيين لهم توجه يفضل العولمة و فرنسا بدون أعراق وخارج أوروبا،ؤوبالتالي فهذا يمثل تحديا حقيقيا لماكرون كرئيس لكل الفرنسيين في الجمع بين أصحاب تصور فرنسا الواثقة في مستقبلها ومحيطها وأصحاب تصور فرنسا الخائفة. وعن تأثيرات هذا الفوز على العلاقات المغربية الفرنسية يرى بودن، أن ماكرون مطمئن بالنسبة للمغرب، إذ أن الملك محمد السادس كان أول القادة المهنئين ببرقية ذات مضمون دال يوازي قيمة العلاقات الثنائية ومستوى التنسيق والشراكة بين البلدين. مضيفا في هذا السياق، أن هناك إشارة ذات أهمية قصوى، هي أن أول وجهة أعلن ماكرون عن زيارتها بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية هي المغرب، وهذه إشارة تبقى مهمة جدا وتزامنا مع إجراء الانتخابات الفرنسية يتواجد الملك بفرنسا، وهو معطى له رمزية دالة وأكثر من ذلك قام بأنشطة مع الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، وهي إشارة مقروءة بعناية من الرئيس الجديد.