اجتماع ثلاثي يضم مسؤولين من المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، ينعقد اليوم الجمعة، وذلك بالتزامن مع مرور أسبوعين على أحداث مليلية الدامية التي أودت بحياة 23 مهاجراً سرياً وإصابة 76 آخرين، فضلاً عن جرح 140عنصراً من القوات العمومية. ويرتقب أن يثير كل من وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، ونظيره الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون، خلال اجتماعهم، قضايا الهجرة السرية وكيفية التعامل معها، وخاصة في ظل التحديات التي تطرحها في الوقت الحالي، إضافة إلى مناقشة مأساة مليلية والأسباب التي أدت إلى حدوثها.
وتُعَدّ مكافحة الهجرة غير النظامية ملفاً أساسياً في التعاون بين المغرب وإسبانيا، غير أن منظمات حقوقية تنتقد ما تعتبره "دور الدركي" الذي يؤديه المغرب لمصلحة الاتحاد الأوروبي.
وكان لافتاً خلال الأيام الماضية، حديث وسائل إعلام إسبانية ومغربية عن جنسية المهاجرين والمسارات التي اتبعوها للدخول إلى الأراضي المغربية، مشيرة إلى أن مهاجرين غيروا وجهتهم من مصر وتونس وليبيا إلى الحدود الجزائرية المغربية، وذلك بعد تلقيهم معلومات تفيد بوجود "طريق سالك"، وأن هناك "تساهلاً" جزائرياً غير مسبوق يسمح للمهاجرين بالعبور نحو المغرب، باعتباره أقرب نقطة للضفة الأخرى، بحسب صحف مغربية وإسبانية.
واستبق وزير الداخلية الإسباني زيارته للمغرب بالدعوة إلى ضرورة تقديم الدعم والمساندة للمغرب من أجل التصدي لهذه الظاهرة التي يعاني منها بدوره. في المقابل أكد وزير الإدماج والأمن الاجتماعي والهجرة الإسباني، خوسي لويس إسكريفا، أن المغرب يواجه "وضعاً معقداً للغاية" في مواجهة مافيات الهجرة غير الشرعية والتحكم في تدفقات الهجرة، داعياً إلى "فهم الوضع في المغرب"، الذي يواجه ضغطاً شديداً للهجرة، مؤكداً في المقابل أهمية "إظهار أكبر قدر من التعاطف والحساسية تجاه ظاهرة الهجرة وما تعنيه".
وارتفعت أصوات داخل المغرب وخارجه مطالبة بفتح تحقيق شفاف في تلك المأساة، كان آخرها دعوة الأممالمتحدة، الاثنين الماضي، إلى إجراء تحقيق مستقل في ما عاشه السياج الحدودي الفاصل بين مدينة الناظور ومليلية المحتلة. فيما، أوفد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لجنة تابعة له في مهمة استطلاعية إلى الناظور ونواحيها، على إثر الأحداث المأساوية والعنيفة التي ترتبت عن محاولات عبور مئات المهاجرين السريين لبوابة العبور بين مدينتي الناظور ومليلية المحتلة.
يذكر أن السياج الحدودي الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة ومحافظة الناظور منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة 25 يونيو الماضي، محاولات اقتحام لنحو ألفي مهاجر، وصفتها وسائل إعلام إسبانية ب"العنيفة والمنظمة"، مشيرة إلى أن المجموعة التي تمكنت من الاقتراب من السياج كانت محملة بحقائب ظهر مليئة بالحجارة والأسلحة البيضاء.