بالرغم من التوقيع على اتفاقيات أبراهام والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي للرباط عليها، لا زال الممثل الدبلوماسي لإسرائيل بالرباط ديفيد غوفرين، يتخذ سياسة الغموض واللا موقف في جميع خرجاته الإعلامية بخصوص موقف إسرائيل من قضية الصحراء. ومنذ توقيع الاتفاقيات سنة 2020، والعمل على تنزيل ذلك من خلال تنسيق ثنائي بين المسؤولين في البلاد على مستوى مجموعة من القطاعات الحيوية الكبرى، إلا أن إسرائيل لم تعلن إلى اليوم عن موقفها الصريح والرسمي من الصحراء المغربية.
ديفيد غوفرين، في آخر خرجة إعلامية له في حوار مع صحيفة "ميديا لاين" رفض الإجابة بشكل واضح حول موقف إسرائيل من قضية الصحراء المغربية وما إذا كانت تل أبيب ستدعم المغرب في سيادته على الصحراء، قائلا "أعتقد أن هذه القضية ستتم مناقشتها عاجلا بين قادة البلدين".
فيما استبعد غوفرين أن تتسبب استفزازات الإسرائيل للفلسطينيين في تعريض العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب للخطر، مشددا على أن العلاقة بين اليهود المغاربة والمغرب، إلى جانب تراثهم التاريخي لها دور حيوي في دفء العلاقات مع الرباط.
وكشف الممثل الدبلوماسي الإسرائيلي في حديثه إلى أن المغرب يمكن أن يلعب دورا مهما في الوساطة بين إسرائيل وحماس للغاية، كما كان خلال الثمانينيات والتسعينيات، باعتبار أن الرباط تتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع إسرائيل والدول العربية الأخرى".
وسبق أن أعلن غوفرين أيضا في حوار سابق على أن "العلاقات الإسرائيلية المغربية مستقلة ولها جذور تاريخية وثقافية واجتماعية، ولهذا السبب يتم تركيز الجهود على توطيد العلاقات الثنائية في جميع المجالات".
ويُشكل عدم تأكيد الممثل الدبلوماسي لإسرائيل بالرباط اعتراف كيانه بسيادة المملكة على الصحراء "صدمة" في الرباط، خصوصا أن كثيرين راهنوا على أن يشكل استئناف العلاقات مع إسرائيل لأول مرة منذ سنة 2000 فرصة لنيل المغرب دعما صريحا في قضية الصحراء سواء من قبل تل أبيب أو واشنطن.
وكان المغرب وإسرائيل قد أعلنا نهاية سنة 2020 قرارهما إعادة فتح مكاتب التمثيل الدبلوماسي في تل أبيب والرباط بعد توقف دام 20 عاما، حيث يعد المغرب رابع بلد عربي يعلن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين والسودان.