كشفت صحيفة "Ecsaharaui" الإسبانية، عن العلاقات الباردة بين إسرائيل والمغرب في الأسابيع الأخيرة، تأكد ذلك بعدم استقبال ملك المغرب محمد السادس الدبلوماسي الإسرائيلي ديفيد غوفرين، الذي يشغل منصب السفير في الرباط منذ سنة 2021. وأرجعت الصحيفة غضب المغرب من إسرائيل بسبب بعض القضايا الأساسية، خاصة تلك المتعلقة بالصحراء، إذ تم تأجيل افتتاح السفارة الإسرائيلية بسبب موقف تل أبيب في نزاع الصحراء وضعف اللوبي اليهودي في واشنطن للدفاع عن مصالح الرباط.
هذا وكان العاهل المغربي استقبل قبل أسبوع في الرباط، عددا من السفراء الجدد الذين قدموا أوراق اعتمادهم كسفراء فوق العادة مفوضين. وضمت القائمة سفراء من عشرات الدول من الإمارات وسلطنة عمان وتشيلي والنرويج والمملكة المتحدة ومصر والأردن وبلجيكا والسنغال والهند وكازاخستان.
في مقابل ذلك لم يستقبل الملك محمد السادس الدبلوماسي الإسرائيلي دافيد غوفرين الذي يقدم نفسه كسفير لإسرائيل في الرباط ومدير مكتب الاتصال، مؤكدا في أكثر من مناسبة على أن المغرب وافق بالفعل على فتح السفارة الإسرائيلية في المملكة في دجنبر الماضي.
وبالرغم من ترويج إسرائيل بضجة إعلامية كبيرة لإضفاء الطابع الرسمي، إلا أن دوائر مطلعة على العلاقات بين المغرب وإسرائيل، والتي استؤنفت في دجنبر 2020 في إطار اتفاق إبراهيم في ظل خطاب السلام الإقليمي، تتوقع استمرار برودة العلاقات بين الطرفين مادامت إسرائيل لم تعلن موقفها الواضح والصريح فيما يتعلق بالصحراء المغربية.
وتردد إسرائيل في الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء بعد اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما جاءت تصريحات رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي ديفيد غوفرين، مع وكالة "EFE" الإسبانية صادمة ولا تليق بدبلوماسي مقيم في الرباط بقوله إن "إسرائيل ملتزمة بدور الأممالمتحدة في حل الصراع في الصحراء".
كما أكدت الصحيفة الإسبانية أن "اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة لم يلعب دورا بارزا في الدفاع عن المصالح المغربية كما كان ينتظر المغرب منه، بحيث أن الكونغرس الأمريكي وصوت ضد اتفاقيات بيع الأسلحة للمغرب، واعتمدت وزارة الخارجية الأمريكية لهجة غامضة بشأن قضية الصحراء، حيث تتجنب الحديث عن سيادة المغرب على هذه البقعة الساخنة وتتحدث بصوت عال عن دور الأممالمتحدة في البحث عن "حل عادل" بين طرفي النزاع.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بيتاس في المؤتمر الصحفي الأسبوعي له، في جواب عن سؤال حول أسباب عدم استقبال الملك للدبلوماسي الإسرائيلي: إنه "فيما يتعلق بموضوع السفراء، فإن بلادنا تحترم اتفاقية فيينا التي تتحكم في جميع مسارات البروتوكول المتعلقة بهذا المجال".
هدية أمريكية تنذر بالزوال
وتدرك تل أبيب قلق الرباط، حيث كشف وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي إيلي أفيدار، في حوار مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن تخوفه من قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والمغرب.
وأرجع الوزير والدبلوماسي السابق أفيدار تخوفه مادام أن الاتفاقية متعلقة بشرط مصلحة واتفاق بين الرباطوواشنطن، معلنا تخوفه من عدم استمرار الاتفاق الدبلوماسي الموقع بين المغرب وإسرائيل في دجنبر من سنة 2022، معتبرا أن الأمر في الأصل يتعلق باتفاق بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية. وشدد إيلي أفيدار في حديثه على أنه يؤيد أي اتفاق للسلام وأي حوار مع الدول العربية، إلا أن الاتفاقيات الدبلوماسية الموقعة مع الدول العربية له موقف منها لأنها تستند في الأصل إلى مقابل، وبالتالي فهي لا تنبني على محور ثنائي مستقر.
وأفضت المساعي الأمريكية إلى إعلان إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في 10 دجنبر الماضي. وفي 22 من الشهر ذاته، وقع رئيس الوزراء المغربي حينها سعد الدين العثماني "إعلانا مشتركا" بين بلاده وإسرائيل والولاياتالمتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي إلى الرباط.