* سعيدة مليح على خلفية الأحداث المتسارعة التي تشهدها الأزمة الروسية الأوكرانية، اتهم فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، عدد من سفراء بلاده في عدد من دول العالم بعدم أدائهم للمهام الموكلة إليهم كما يجب، مقررا استدعاء كل من سفيرة بلاده لدى المغرب وكذا جورجيا.
وتحدث زيلينسكي، في فيديو له نُشر على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، في ساعة متأخرة من يوم أمس الأربعاء 30 مارس الجاري، إن "هناك من يضيعون وقتهم ويعملون فقط للبقاء في مناصبهم، واليوم الأربعاء وقعت على المرسوم الأول لاستدعاء مثل هذا الشخص، سفير أوكرانيا من المغرب، كما تم استدعاء السفير من جورجيا". مشيرا إلى أنه ينتظر "نتائج ملموسة من عمل ممثلي كييف في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا والدول الإفريقية".
وعملت الدبلوماسية المغربية، منذ بداية الأزمة على إمساك العصا من المنتصف، مشجعة بذلك كافة المبادرات والإجراءات التي من شأنها تعزيز التسوية السلمية للنزاعات؛ وهو الأمر الذي أكدته الخارجية المغربية في 26 فبراير الماضي، بأن المغرب "يتابع بقلق تطورات الوضع بين فيدرالية روسياوأوكرانيا، ويجدد دعمه للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة".
ولتفسير دلالة استدعاء سفيرة كييف بالرباط قال أحمد نور الدين، خبير في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، إن "استدعاء أوكسانا فاسيليفا، سفيرة أوكرانيا بالمغرب تعود بنا إلى ما قاله الرئيس الأوكراني إثر إعلانه الأمر يوم أمس، بأن "هناك من يضيعون وقتهم، ويعملون فقط للبقاء في مناصبهم"، وهي التي تعني في القاموس السياسي المغربي: ربط المسؤولية بالمحاسبة".
"بعبارة أخرى نحن أمام تقييم لنتائج العمل الدبلوماسي الذي قامت به سفيرة كييف المعتمدة بالرباط، ويبدو أنه لم يكن في مستوى الانتظارات التي كانت متوقعة منها، ولم يكن ب"الفعالية" التي يريدها صناع القرار في أوكرانيا، وأنّ السفيرة لم تتمكن من حشد الدعم اللازم من وجهة نظر بلدها ورئيسها تحديداً خاصة في مجال "القيود على الأعمال التجارية الروسية" يضيف نور الدين في حديثه للأيام 24.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية بأن المسألة لا "تعني بأن حال من الأحوال أنّ هناك فتوراً أو مراجعة للعلاقات بين البلدين أو عتاباً للمغرب أو احتجاجاً على الموقف المغربي".
وفي شرحه المستفيض لاستدعاء الرئيس الأوكراني سفيرة بلاده في المغرب، يضيف نور الدين بأنه "يجب أن نميّز بين استدعاء السفير للتشاور، مما يعتبر خطوة احتجاجية على موقف البلد المعني بالأمر، وغالباً ما يرتبط هذا الإجراء بأزمة دبلوماسية أو برودة في العلاقات أو مسّ بمصالح البلد، وبين استدعاء السفير من قبل بلده بسبب تقصير مفترض أو تهاون أو خطأ مهني أو غيرها من الأسباب الأخرى الجاري بها العمل في الأعراف الدبلوماسية"، مؤكدا أن "الإجراء الثاني، وهو الذي يهمنا، شأن داخلي وطني لا علاقة له ببلد الاعتماد".
المتحدث نفسه للأيام 24، أكد في السياق نفسه أنه في ظل السياق الحالي للحرب التي تتعرض لها أوكرانيا من طرف موسكو، طبيعي أن يرتفع سقف الأهداف المسطرة لسفراء كييف، من أجل ترجيح كفة الدعم والمساندة والتأييد لمواقف بلدهم سواء بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف.
"أمّا الموقف المغربي في الجمعية العامة بالأممالمتحدة والقاضي بعدم حضور جلسة التصويت، فقد كان موقفاً أقل ما يوصف به أنه موقفا شجاعا، لأن طبيعة تحالفات المغرب مع الدول الأوربية والغربية عموماً تشكل ضغطاً، حتى لا أقول ابتزازاً لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما لم يقم به المغرب وهو بذلك يتفهم نوعاً ما التخوفات التي عبرت عنها روسيا، ولكن في نفس الوقت صرحت الخارجية المغربية أنها تؤيد الوحدة الترابية للدول واستقلالها وسلامة أراضيها وتدعم الحلّ السلمي للخلافات، وهو دعم واضح لوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا" يختم نور الدين حديثه للأيام 24.