* سعيدة مليح منذ إعلان قرار إغلاق الحدود المغربية جراء تفشي فيروس كرونا، ثم نشوب الأزمة المغربية الاسبانية في ما مضى، سرى الخوف والقلق من المصير على نفوس العديد من الفئات من المواطنين المغاربة المتواجدين بالأراضي الاسبانية، فضلا عن الكثير من العاملات المغربيات الموسميات ممن يشتغلن في حقول الفراولة.
تعالت أصواتهن بالسؤال عن مصير رزقهن، مبديات تخوف واضح بشأن ما إذا كن سيعدن يوما ما إلى الجني في تلك الحقول، أم أن النهاية قد كُتبت جراء الأزمة التي كانت قد أرخت ضلالها، غير أنه منذ تغير الموقف في الآونة الأخيرة، وإعادة سكة العلاقات بين البلدين، فضلا عن تراجع تسجيل نسب الإصابة بفيروس كورونا، عم الهدوء نفوسهن من جديد، فتنفسن الصعداء.
إلى الحقول من مرة أخرى..
قبل يومين، أعلنت وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، عن إطلاق مشروع للهجرة النظامية مع المغرب لفائدة 250 من العاملات المغربيات الموسميات في حقول التوت الإسبانية، مشيرة أن هذا المشروع سيعمل على تكوين هؤلاء العاملات وتدريبهن من أجل خلق مشاريعهن التجارية، بالإضافة إلى منحهن الدعم التقني والمالي حين عودتهن إلى المغرب.
وأكدت وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، في بلاغ لها، أن المشروع المُعلن عنه سيكون من تمويل الاتحاد الأوروبي، ويهدف أساسا إلى ترسيخ العلاقات القائمة على أساس التعاون في مجال الهجرة النظامية، كما يقتضي استفادة هؤلاء النساء الموسميات من تدريب خاص.
وخلال المرحلة الثانية، من المشروع ذاته، ستستفيد حوالي 200 امرأة، بعدما استفادت في المرحلة الأولى منه 50 امرأة وصلن إلى إقليم ويلبا إسبانيا في متم سنة 2021، ومن المقرر عودتهن إلى المغرب في يونيو المقبل من السنة الجارية.
إلى ذلك، إن أرقام النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم هويلفا للعمل في حقول الفراولة، بات يشهد ارتفاعا ملحوظا في ظل السنوات القليلة الماضية، إذ انتقل من ألفي عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019؛ ويشار بحسب العديد من المصادر أن الأمر يرجع أساسا إلى تحسين جودة معاملة الفئة العاملة، بعدما كان قد يلوح على سطح النقاش سابقا، تعرضهن للكثير من أنواع التضييق والتقييد فضلا عن شكايات بالتحرش الجنسي وصلت إلى الاغتصاب، الشيء الذي دفع بالجهات الوصية إلى العمل بجدية من أجل الحد من كافة الأمور التي قد تحط من كرامتهن.
وتجدر الإشارة في هذا السياق أن برنامج الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا قد بدأ في سنة 2006، ويستهدف النساء المتراوحة أعمارهن ما بين 25 و40 سنة، شريطة أن يتوفرن على خبرة في الفلاحة وأن ينحدرن من منطقة قروية ويكون لديهن طفل واحد على الأقل دون سن 18 سنة وأن يكن متزوجات أو مطلقات أو أرامل.
أما بشأن العقود الأولى الموقعة في إطار برنامج الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا للعاملات الموسميات في الحقول الإسبانية، قد بدأ ب5 آلاف عقد سنة 2007، وارتفع إلى 17 ألفا سنة 2009، ثم عاد لينخفض إلى 2000 ما بين 2012 و2016، قبل أن يرتفع مرة أخرى إلى 14750 عقدا سنة 2019، ثم سبعة آلاف و83 عقدا سنة 2020، ليرتفع من جديد إلى 14 ألف عقد في 2021.