يتواصل في إسبانيا تناسل المواقف والردود إزاء التقدم الذي يحققه المغرب في مجالات عدة، ما يجعل الكثير من الإسبان يتوجسون من قرب موعد مطالبة المملكة باستعادة سبتة ومليلية المحتلتين، حيث كان الأدميرال ثيودورو لوبيث كالدرون، قائد الأركان العسكرية الإسبانية، آخر المتناولين للموضوع. وقال قائد الأركان الإسبانية وفق ما نقلته عنه تقارير إعلامية في ندوة عقدها "النادي21" بالعاصمة مدريد، مطلع الأسبوع الجاري، "لا يمكن اعتبار أن المغرب في الوقت الحالي يشكل تهديدًا لمدينتي سبتة ومليلية، على الرغم من أنه مارس سياسة المنطقة الضبابية".
واعتبر كالدرون أن المغرب منشغل في الوقت الراهن ب"الخلاف مع الجزائر والصراع مع جبهة "البوليساريو" في الصحراء"، مبرزا أن المملكة لم تعبر عن استعدادها لضم سبتة ومليلية ب"القوة".
وسجل قائد الأركان الإسبانية بأن بلاده تتمتع ب"قدرة ردع لا تنحصر فقط على القوات المسلحة"، لافتا إلى أن الوضع الجيوسياسي يتطلب توظيف جميع "الخيارات في أي أزمة، مثل الاقتصاد والسياسة والدبلوماسية، وإذا لزم الأمر أيضًا استخدام القوات المسلحة"، الأمر الذي يمثل شبه تهديد للمغرب.
وزاد قائد الأركان العسكرية الإسبانية في نبرة لا تخلو من تحدي للمغرب، حيث قال إن التسليح الذي يقوم به المغرب خلال السنوات الماضية لا "يشكل أي تهديد واضح لإسبانيا"، وفق تعبيره، وهو ما يتناقض مع التحذيرات التي أطلقها خبراء إسماء من تعاظم قوة المغرب وتنامي إمكانياته وقدراته العسكرية، ودعوا إلى أخذها على محمل الجد وعدم الاستخفاف بها.