كشفت تقارير سرية، ان الجيش الاسباني كان يخطط في سنة 1980 لغزو مناطق من شمال المغرب، كاجراء وقائي لحماية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بعد توجسه من امكانية تدخل عسكري من طرف المغرب لاستعادة مدينتي سبة ومليلية، ردا على الدعم الذي كان تقدمنه اسبانيا لجبهة البوليزاريو. وكشفت مراسلات سرية حصلت عليها المجلة الاسبانية "تيمبو", انه في يونيو من سنة 1980 حذر الحزب الاشتراكي في سبتة، السلطات المركزية من امكانية تنظيم ما سماها ب"مسيرة زرقاء" على مدينة سبتة ،على غرار المسيرة الخضراء التي نظمت في الصحراء المغربية سنة 1975. وحصلت ذات المجلة على نسختين من تقريرين سريين، وجهتا من قيادة الجيش الى رئيس الوزراء الاسباني انذاك ادولفو سواريز، حول "التهديد المغربي على الاراضي الاسبانية في شمال افريقيا". وتناول التقرير الاول الذي يظم خمسة صفحات، الاحتمالات الممكنة لطريقة التدخل المغربي الى سبتة ومليلية وكذا الرد الذي يجب ان تقوم بها اسبانيا، حيث جاء في التقرير الذي وجهه الجنرال اميليانو الفارو اريغوي الى الوزير الاول نيابة عن هيئة الاركان المشتركة، ان" العدوان المغربي ضد المدن الافريقية التابعة لنا يمكن ان يحدث في اي وقت، ويمكن ان يتخذ طرق غير متوقعة". الاستفزاز المغربي وتحدث التقرير عن عدة احتمالات للهجوم المغربي، كان يكون على شكل استفزازات اقتصادية وسياسية وديبلوماسية وذلك لإجبار اسبانيا على مفاوضات رسيمة، او ستفزازات في العمق تشمل السلع الاسبانية والشعب الاسباني في المدينتين والتحرش بالصيادين، حيث اقترح الجيش كخيار اول في هذه الحالة نشر قوات عسكرية مكشوفة في محيط سبتة ومليلية، والقيام باجراءات عسكرية محدودة داخل تراب المدينتين فقط، فيما اقترح كخيار ثاني الدفع بالقوات لاحتلال اجزاء من المناطق المحيطة بالمدينتين كجبل غوروغو في محيط مليلية، وجبل موسى بالقرب من مدينة سبتة، اما الخيار الثالث فسيكون باستخدام "قوة الردع" بشكل كثيف من اخلال احتلال عسكري للمدن المجاورة كإجراء "لاجبار الحسن الثاني على التفاوض " حيث اقترح الجيش احتلال مدينتي طنجة وتطوان باعتبارهما اهم مدن الشمال. وعلى المستوى الاعلامي والديبلوماسي اقترحت الوثيقة اتخاذ الجانب الاسباني، لعدة اجراءات، ومنها التأكيد "بوضوح" ان سبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من اسبانيا، ووضع خطة "اعلامية" تهدف الى اظهار "جميع الجوانب التي تؤثر على تطور الازمة" . التدخل المغربي المباشر في سبتة ومليلية وحذر التقرير الثاني من احتمال الهجوم المباشر للمغرب على الاراضي المحتلة، اما من خلال الاعتماد على المغاربة المقيمين في المدينتين، وذلك ب"قيامهم باعمال شغب وتخريب متزامنة"، او من خلال تنظيم ما سمته الوثيقة "بغزو سلمي شامل" من قبل المدنيين في سبتة ومليلية والجزر المجاورة. ووضع التقرير احتمالات اسوء من كل هذا وهو تدخل عسكري بري مباشر من طرف الجيش المغربي على مدينتي سبتة ومليلية، حيث وضع الجيش الاسباني في الحسبان امكانية تنفيذ المغرب للهجوم بدعم دول عربية وهي الفرضية "الاكثر خطورة" حسب التقرير. ومن بين التدابير المقترحة للمواجهة مثل هذه الاحتمالات من طرف القوات المسلحة الاسبانية، الاعتماد بشكل كبير على القوات البحرية والجوية، من خلال السيطرة على الاجواء والسيطرة على مضيق جبل طارق، لحماية ممرات امداد القوات بالاسلحة والاعتداد، ووضع خطة لاخلاء سبتة ومليلية من السكان المدنيين اذا لزم الامر، واذا لزم الامر ايضا التوغل في شمال المغرب.