سلّمت القوات الأمريكية، اليوم الإثنين المسمى عبد اللطيف ناصر إلى السلطات المغربية، آخر مغربي معتقل ب "غوانتامو" والبالغ من العمر 56 سنة بعدما ظل محتجزا لحوالي 19 سنة منذ شهر ماي من سنة 2002، في الوقت الذي تأمل فيه عائلته تمكينه من العمل في شركة تنظيف حمامات السباحة الخاصة بشقيقه. وبعد ترحيل ثلاثة عشر مغربيا منذ فترة خلت، يعتبر ناصر آخر مغاربة غوانتنامو الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية أثناء غزوها لأفغانستان بعد الأحداث الإرهابية التي قادها تنظيم القاعدة قبل أن يتم ترحيله في خطوة اعتبرها الإعلام الأمريكي، إشارة واضحة وصريحة على وفاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعهده بإرسال سجناء "غوانتانامو" إلى بلدان أخرى.
عبد اللطيف ناصر، سليل مدينة الدارالبيضاء والملقب ب "أبو الحارث" وحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كان وقع في قبضة قوات التحالف بقيادة الولاياتالأمريكية في منتصف شهر دجنبر من سنة 2001 وكان محتجزا في خليج غوانتانامو منذ 2002 ولم توجه له أي تهمة قط ونقل إلى المغرب بضمانات أمنية من الرباط.
كان قبل اعتقاله، فرّ هاربا رفقة مجاهدين عرب من القصف الأمريكي على أفغانستان إلى أن جرى ترحيله إلى القاعدة الأمريكية بقندهار وبعدها إلى غوانتنامو كأسير حرب وبخروجه وتبعا للصحيفة ذاتها يكون عدد السجناء المتبقين في الخليج الكوبي 39 معتقلا، علما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية احتجزت هناك حوالي 675 سجينا.
مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، قال إنّ الولاياتالمتحدة ممتنة للمملكة المغربية لاستعدادها لدعم الجهود الأمريكية الجارية لإغلاق معتقل خليج غوانتانامو، في حين كشف توماس أنتوني دوركين، محامي ناصر لأزيد من عقد من الزمان أنّ موكله كان على وشك الإفراج عنه في أوائل عام 2017، غير أنّ إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، أوقفت حينها جميع عمليات نقل المعتقلين، من ضمنها إجراءات ترحيل عبد اللطيف ناصر إلى المغرب في سنة 2016، رغم تبرأته والموافقة على نقله إلى المملكة المغربية في متمّ ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.