بعد أن نبّه خبراء مغاربة من مغبّة حدوث موجة جديدة من وباء كورونا بسبب انتشار سلالة "دلتا" المتحوّرة في مناطق متفرقة من العالم وزحفها المتواصل إلى دول أخرى، تسارع اللجنة الوطنية للقيادة التي تم إحداثها منذ الإعلان عن حالات الإلتهابات التنفسية الحادة الناجمة عن "كوفيد 19″، الزمن لوضع الخطوط العريضة المزمع مناقشتها في اجتماع لاحق. المتحوّر الهندي "دلتا" والذي أرعب العالم بالنظر إلى سرعة انتشاره مقارنة مع طفرات أخرى، وحسب معطيات من مصدر مقرب من الملف في حديثه ل "الأيام 24″، خلق تأهبا في المطبخ الداخلي لوزارة الصحة وكذا وزارة الداخلية التي وجّهت مراسلات إلى العمال والولاة من أجل التطبيق الصارم للإجراءات المقرّرة من طرف السلطات العمومية لمجابهة الجائحة.
ومن المرتقب أن تلقي اللجنة الوطنية للقيادة في علاقة بالوباء، الضوء الكاشف على الوضعية الوبائية ببلادنا قبل وضع خطة محكمة لا غبار عليها لتطويق السلالات المتحورة، في مقدمتها المتحوّرة "دلتا"، خاصة مع فصل الصيف وعيد الأضحى على الأبواب.
وإن وقف الخبراء المغاربة عند حقيقة أخرى في تأكيد منهم إنّ "دلتا" المتحوّرة ستصبح السلالة السائدة بالمغرب بعد أسابيع، فإن وزارة الصحة من جهتها، آثرت العودة مرة أخرى إلى إجراء التحاليل بكثافة للوقوف عند إيجابيتها أو سلبيتها، مثلما كان الحال عليه في بداية الحجر الصحي وفي الأشهر الأولى من ظهور الوباء في السنة المنصرمة، وذلك خوفا من وجود حالات محتملة مصابة بكورونا بما فيها المتحوّرة "دلتا".
وكان وزير الصحة خالد آيت الطالب، حذّر قبل أيام من حدوث انتكاسة وبائية جديدة بعد أن عرفت الحالة الوبائية ببلادنا منحى تصاعديا لعدد الحالات المؤكد إصابتها بالوباء، ما جعل الجهات المعنية تمسك بسوط الصرامة وتُشهره في وجه المستهترين والمتراخين في تعاملهم مع فيروس كورونا.