أكد الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه بعد إعلان اكتشاف حالتين من المتحور الهندي، يتعين تقديم كل المعطيات العلمية حوله، مشيرا أنه لحد الآن لا نتوفر على المعطيات الكافية بخصوص قدرة انتشاره، رغم أن الخبراء يقولون إنه أسرع انتشارا من السلالة الأصلية التي ظهرت في "ووهان" الصينية، كما لا نعلم أيضا مدى شراسته، وحتى بالنسبة للمناعة لا توجد أجوبة بشأنها". وأضاف حمضي، أن الوضع الكارثي الذي تشهده الهند والوفيات المسجلة بها يوميا قد لا يكون بالضرورة مرتبطة بمدى شراسة هذا المتحور، على اعتبار أن أغلب الهنود لا يحترمون البرتوكول الصحي، بسبب كثرة التجمعات الدينية والسياسية، علاوة على هشاشة المنظومة الصحية التي انهارت بسرعة، مبرزا أن المغرب عليه افتراض الأسوأ "أي أنها سلالة أسرع انتشارا… مع التشديد في الإجراءات الترابية، والالتزام بالتباعد ووضع الكمامات وتجنب الاكتظاظ وتجنب الزيارات العائلية، وغيرها من التدابير الاحترازية، على اعتبار أننا لم يصل بعد للمناعة الجماعية". وأشار حمضي إلى أنه لا توجد أي دولة في العالم لن تدخلها سلالة ما، مضيفا "أنه في حالة رفع درجة اليقظة فإن هذا الدخول يتم تأخيره وإبطاء وتيرته"، وأوضح "أن أي سلالة دخلت ستنتشر وإن كانت بطيئة الانتشار في حال وجود تراخ وتساهل من لدن المواطنين، ولكن إن كان المجتمع فيه بيئة تعمل على احترام التدابير المذكورة، فسيتم القضاء على أي سلالة ومحاصراتها حيث ستنطفئ في غياب بيئة مناسبة لتتطور". موضحا أن أي سلالة لا يجب أن تقلقنا ولا يجب اعتبار هذا الوباء غير نهائي أبدا، ولكن القلق الايجابي هو أن نضع احتياطاتنا للقضاء على جميع السلالات منها التي ظهرت والتي ستظهر مستقبلا، وهذا سيساعد على الإبقاء على المدارس مفتوحة والاقتصاد منتعشا وإمكانية السفر، إذن نحن من سيختار". وصرح المتحدث ذاته، أنه تم اكتشاف هذا المتحور لأول مرة في الهند تحديدا "بولاية ماهاراشترا" عند رجل في 5 أكتوبر 2020، ويطلق عليه وسائل الإعلام على اسم المتحور المزدوج، نظرا لكونه يحمل طفرة مشابهة لتلك التي يحملها المتحور الجنوب إفريقي والبرازيلي، طفرة أخرى يحملها متحور كاليفورنيا، موضحا أن هذا المتحور لا يحمل سوى هاتين الطفرتين فقط، بل يحمل 15 طفرة، وهو ليس نتيجة اندماج المتحورين الذي يحمل طفرات مشابهة لهما. كما حذر الطيب حمضي من تطور الوضع السريع بالهند، وذلك بزيادة قابلية انتقال هذا المتغير، مردفا أن منظمة الصحة العالمية، بانتظار بيانات علمية أكثر صلابة، صنفت المتحور الهندي لحد الساعة على أنه VOI "متحور جدير بالاهتمام كما هو الحال بالنسبة للبريطاني والبرازيلي والجنوب أفريقي الدين تم تصنيفهم. وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة، يوم أمس الاثنين، عن اكتشاف حالتي إصابة بالسلالة المتحورة الهندية لفيروس كورونا بمدينة الدارالبيضاء، مضيفة أن اكتشاف الحالتين، تم في إطار الاستراتيجية الوطنية لليقظة والتصدي للوباء، حيث مكن الرصد الوبائي، ومنظومة تدبير المخالطين والبؤر، من اكتشاف الإصابتين بهذه السلالة التي ترجح الأوساط العلمية أن تكون سريعة الانتشار. وأوضح بلاغ الوزارة، الصادر أول أمس الاثنين، أن الحالتين المسجلتين ترجعان لشخص وافد، إضافة إلى مخالط له من جنسية أجنبية، مقيم في المغرب، إذ تم تأكيد الإصابة بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط، مشيرة إلى أنه تم التكفل بالحالتين وكل مخالطيهما، وفق البروتوكولات الدولية والوطنية الجاري بها العمل، مع تعزيز إجراءات العزل الصحي بما يتناسب مع المخاطر المحتملة لانتشار هذه السلالة