قصة هجرته خلقت ضجة واسعة، خاصة بعد أن وصل عوما إلى سبتة وزاده في ذلك قنينات بلاستيكية احتمى بها واعتمدها كوسيلة تلوح به في برّ الأمان إلى أن علمت والدته بالتبني عن سرّ اختفائه الغامض بعدما غاب عن أنظارها دون أن يترك أثرا وراءه قبل أن يخلق فيديو موثق له طريقة هجرته وينتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن أعيد مرة أخرى، ما جعل وسائل إعلامية أجنبية تلقي الضوء الكاشف عليه قبل أن تتدخل إحدى الجمعيات المغربية على الخط وتتعهد بتوفير السكن له والتكفل بمصاريف تكوينه بمعهد خاص. أشرف طفل يتيم الأبوين في السادسة عشر من عمره، بعد أن توفيت المرأة التي كانت تسهر على تربيته، وجد نفسه قبل ست سنوات خلت في عهدة امرأة أخرى تربطها علاقة قرابة بالأولى لتصبح أمه بالتبني التي ترعاه إلى جانب أبنائها الثلاثة بعد أن غيّب الموت زوجها.
لم تكن ميلودة، والدته بالتبني القاطنة بأحد الأحياء الصفيحية بالدارالبيضاء، تعلم أنّ أشرف سيخرج يوما ما وقبل ثلاثة أشهر من المنزل دون "حس ولا خبر" إلى أن انتهى به المطاف في رحلة للهجرة الجماعية قادته إلى سبتة قبل أن يتم ترحيله.
كان حلمه أن يتعلم حرفة يجني منها مدخولا قارّا كل شهر فكان له ذلك بعد أن عمل في سوق للمتلاشيات وتحديدا بمجال قطاع السيارات المستعملة إلى أن اختمرت فكرة الهجرة لديه نحو الضفة الأخرى وهو يضع مجموعة من الأحلام نصب أعينه.
خرج باكيا من عرض البحر بعدما اعترض الحرس المدني الإسباني طريقه لينقطع آخر حبل يربطه بأحلامه بعد محاولتين له للهجرة دون جدوى، الشيء الذي فسّر بكاءه بحرقة أثناء خروجه من البحر، غير أنه لم ييأس وحاول تسلق الجدار قبل أن تلتقطه يد الحرس المدني الإسباني مرة أخرى ليبقى حلمه في الوصول إلى الضفة الأخرى معلّقا، خاصة وأنه لا يريد مالا ولا يريد شيئا من هذه الحياة فكل ما كان يطلبه هو مساعدته في الذهاب إلى سبتة والإستقرار فيها لبناء مستقبله.