م.بوزغران/عالم اليوم الدولية محزن جدا ماتابعناه عبر مقاطع فيديو لشباب بعرض المتوسط وهو يغامر سباحة وسط الامواج المتلاطمة للعبور الى مدينة سبتة السليبة بعد ان عاكسته الاسلاك الشائكة عبر البر التي تفنن المستعمر الفرنسي في وضعها لايقاف جحافل المهاجرين نحو الضفة الاخرى،نشهد مؤلم حقا يعكس درجة فقدان الامل بوطن احبوه حتى النخاع، ولدوا به فقراء لكي يعيشوا مرارة الفقر الى آخر رمق ،ولا تغيير في ظل واقع مرير لايرحم، تفتظ فيه بكارة العدالة الاجتماعية و الحقوق كل يوم و"على عينك يابن عدي" ولا حنين ولا رحيم سوى ركوب امواج البحر او اختيار الموت المحقق، بسبب توالي انسداد الافاق و الحق في العيش الكريم. 80 من شباب الريف المغربي اختارو العوم في مشهد غير مسبوق وغريب غرابة وضعهم الاجتماعي المزري،اعلانا للهروب الى مدينة سبتة، علهم يرممون بؤسهم الحارق بوطن منحوه كل شيء ولم يمنحمهم سوى بطاقة هوية يتيمة تعصي نكباتهم وسنوات التيه والمستقبل الغامض، شباب تمكن بعضهم من الوصول وتحقيق حلمهم في الوصول الضفة الاخرى، وآخرون لفظهم البحر جثتا هامدة ليتحولوا الى نعش ونواح ودموع اسر مكلومة الى مثواها الاخير . تابعنا جميعا مقاطع شباب يصرح لوسائل الاعلام من شباب المنطقة متحدتا عن الواقع المعيشي و"كون السكين وصل الى العظم" داعين الدولة و مؤسساتها للتدخل وايجاد الحلول الممكنة لشباب لايرغب سوى في كسرة خبز في زيت يحترق دون ان يحرق مطالبهم البسيطة و العادلة لتحقيق قسط من كرامتهم التي تكتوي يوما بعد يوم بقلة ذات اليد و الفقر و التهميش القاتل، وغياب فرص للدخل بارياف شمال المغرب التي قست في وجهها الجغرافيا و التاريخ ومخلفات الاستعمار وحقده. خيار الهجرة سباحة لشباب يائس يسائلنا جميعا مؤسسات ومجتمع مدني وحقوقي بصوت عال "افتحوا الابواب" التدخل العاجل سعيا لايجاد كل السبل لتوفير فرص الشغل و بناء مشاريع مدرة للدخل لارجاع التقة لشباب غاضب يمتلأ قلبه يأسا و فقدانا للأمل و إن لم يكن كذلك من الافضل علموا ابنائكم السباحة و ركوب الامواج وليس الخيل لايقاف مزيد من النزيف و الموت.