أعادت عملية تكسير إحدى الحافلات الجديدة بمدينة الدارالبيضاء والاعتداء على سائقها، سؤال العنف وظاهرة الشغب إلى الواجهة، رغم غياب مسوغ الشغب الذي ارتبط عادة في العاصمة الاقتصادية بمباريات كرة القدم. وقام شابان أمس بتكسير حافلة تابعة للأسطول الجديد لشركة "ألزا" بالدار البيضاء، بواسطة حجارة مما تسبب في إصابة السائق بجروح بليغة بمنطقة السالمية 2، في حين عربد آخرون داخل الحافلات وهم في حالة سكر طافح، رافضين أداء ثمن تذكرة.
وحسب بلاغ لولاية أمن أنفا، فقد تم توقيف قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بإلحاق خسائر مادية وتعييب ناقلات ذات منفعة عامة.
الحادث الذي يعتبر الثاني من نوعه في ظرف يومين بمدينة الدار البيضاء، اثار جدلا واسعا على مواقع التواصل. فما الذي يدفع هؤلاء الشباب الى تكسير الحافلات ذات المنفعة العامة؟
يرى الدكتور محسن بنزاكور اختصاصي علم النفس الاجتماعي، أن ما أقدم عليه مراهقون من تكسير للحافلات والاعتداء على السائق، يكرس لظاهرة المراهق العنيف وهذا قد عشناه مع شغب الملاعب.
ويؤكد بنزاكور في تصريح ل''الأيام24'' أن الأسئلة التي تثير الانتباه، هي لماذا اليوم مع الحافلات الجديدة؟ رغم ان الملاعب مغلقة امام الجمهور مع ما كانت تثيره من تحفيز هؤاء المراهقين، و هل يمكن اعتبار الحافلة التي هي ملك عام محفز لهذا العنف. ما هذا النموذج البشري الذي اصبحت تنتجه المؤسسة التربوية المغربية؟.
محلل علم النفس الاجتماعي، يضيف في هذا السياق أننا أصبحنا ننتج نموذجا تخريبيا . على حد تعبيره.
وتساءل بنزاكور مرة أخرى ، هل هذه هي الصورة التي يجب ان يتمتلها الانسان كي يكون له رد فعل حضاري؟. مبرزا أن هذا العنف راجع لغياب الهيئات المؤطرة للشباب في الأحياء كالاحزاب والمجتمع المدني. واصبحت القضايا التي تهم هاته الفئات مغيبة.
وشدد بنزاكور على أن هذا الشاب أو المراهق، عندما يحس بالحكرة، يلجأ إلى أساليب بدائية للتعبير عن الغضب.
وتابع أن هذا النوع من المراهقين نتاج لتربية فاسدة، وعندما اقول التربية بكل شمولياتها وليس فقط الأسرة، بل إن المدرسة والاحزاب والنقابات والمجتمع المدني في الاحياء والمسؤولين الترابيين ، كل هؤلاء مسؤولون، فأين وزارة الثقافة واين دور الكشافة؟. كل هؤلاء بحسب بنزاكور، غائبون غيابا كليا عن هموم الشباب.