لليوم الثاني على التوالي، وتزامنا مع عيد الحب، أمس الأحد، توصلت عمليات تخريب حافلات النقل الحضري التابعة لأسطول شركة "ألزا" التي خصصتها لخدمة البيضاويين. ففي اليوم الثاني لعمليات تجريب هذه الحافلات، بشوارع العاصمة الاقتصادية قبل أن تشرع بشكل رسمي في الخدمة اليوم الاثنين، تعرضت عدة حافلات من 400 حافلة جديدة ستخصص لتقديم خدمة عمومية كخطوة لحل معضلة التنقل الحضري بهذه المدينة التي توصف ب "الغول الاسمنتي"، لعمليات رشق بالحجارة وتخريب واعتداء على السائقين، وقيام بعض الركاب بتصرفات غير أخلاقية وسطها من قبيل شرب الخمر والامتناع عن أداء سعر التذكرة، ما أدى إلى إصابة سائق بجروح في الرأس.
مسلسل حوادث من الرشق بالحجارة وتمثلت الحافلات المستهدفة في الخط 56 الذي يربط حي التشارك بحي المعاريف، حيث تعرضت الحافلة للرشق على مستوى السور الجديد شارع الموحدين، وبالقرب من محطة القطار المدينة والمركز التجاري مارينا، ما تسبب في تخريب إحدى نوافذها. واستهدفت أيضا حافلة الخط 97 الذي يؤمن بين النقل بين حي أناسي وحي المعاريف، وذلك بحي مولاي رشيد وتقاطعه مع حي التشارك "جاكمان"، حيث تعرضت بدورها للرشق بالحجارة على مستوى النافذة المحاذية لسائق الحافلة والباب الأمامي لكن الألطاف الإلهية حالت دون إصابة السائق أو الركاب بالأذى. وانضافت للقائمة حافلة الخط 120، الرابط بين مديونة والدارالبيضاء على مستوى شارع محمد بوزيان، حيث استهدف زجاج النوافذ لكن دون أن يؤدي ذلك لجرح أي من الركاب أو السائق. كما هاجم قاصرون حافلة اخرى في طريق سيدي معروف قرب القنطرة الجديدة. واستمر مسلسل الرشق، فبعد الحافلة الأولى التي استهدفت مساء السبت حيث جرى تهشيم واجهة حافلة تؤمن الخط 143 بشارع إدريس الحارثي، في أول يوم تجريبي لها، استمر ليشمل الخط 11 "الموقع السالمية 2"، لكن هذه المرة كان الضحية سائق الحافلة الذي تعرض للاعتداء من طرف أحد الركاب وذلك بعد شد وجذب، حيث ضبطه السائق يتعاطى الكحول داخل الحافلة، ما تسبب له في جرح في مؤخرة رأسه. واستمرت حوادث الاعتداء على الأسطول الجديد لهذه الحافلات لحدود الساعة العاشرة من ليلة أمس الأحد. وحسب مصدر نقابي بشركة "ألزا" فإنه جرى تسجيل ستة حوادث مماثلة لتهشيم الحافلات مضيفا أن عمال الشركة يعيشون على إيقاع الصدمة ويطالبون بمواكبة أمنية بعد أعمال التخريب المتكررة في أول أيام العمل بالأسطول الجديد.
توقيف قاصرين وحجز سلاح أبيض وأمام هذه الحوادث المتسلسلة، تمكنت عناصر الشرطة بمنطقة أمن أنفا بمدينة الدارالبيضاء، أمس الأحد، من توقيف قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بإلحاق خسائر مادية وتعييب ناقلات ذات منفعة عامة. وحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني فإن القاصر المشتبه فيه كان قد أقدم، أمس الأحد، على تكسير الزجاج الواقي لحافلة جديدة للنقل العمومي بحي "درب التازي" بمدينة الدارالبيضاء، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن توقيفه بعد مرور وقت وجيز من ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وجرى الاحتفاظ بالمشتبه فيه القاصر تحت تدبير المراقبة رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية. وفي الحادث الأول، الذي وقع يوم السبت، أكدت المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ ثان، أنه يعتبر الحادث الثاني من نوعه في ظرف يومين بمدينة الدارالبيضاء، حيث تمكنت مصالح الشرطة من توقيف قاصر آخر يبلغ من العمر 17 سنة بعدما أقدم على إلحاق خسائر مادية بحافلة أخرى للنقل الحضري، حيث تم إخضاعه بدوره لتدبير المراقبة رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه.
يومان من الرعب وعيد الحب يوما الرعب في أول أيام العمل بالحافلات الجديدة، جعل ظاهرة عنف القاصرين اتجاه الحافلات ذات المنفعة العامة وقيادتهم لهذه الهجمات يطفو على السطح، ويبعث على القلق خاصة أن هذه الحوادث تكررت خلال يومين متتالين من الأيام التي خصصت لتجريب هذه الحافلات. واللافت للانتباه أنها تزامنت مع الاحتفال بعيد الحب "سان ڤلانتاين" الذي تحول إلى عنف تعرضت فيه حافلات النقل الحضري الجديدة لأعمال تخريب متعمدة واعتداء على سائقين مهنيين، خاصة أنها حافلات من الطراز الرفيع وتتوفر على أحدث التجهيزات. وخلفت هذه الهجومات العنيفة غير المبررة ردود فعل مستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب عدد منهم بتشديد العقوبات على مرتكبي هذه الأفعال، والضرب بيد من حديد بالإضافة إلى المصاحبة الأمنية لسير الحافلات.