أوردت مصادر إسبانية، أن تطور الوضعية الوبائية المرتبطة بكوفيد-19، دفع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى إشعار نظيره المغربي، سعد الدين العثماني، بتأجيل جديد للاجتماع رفيع المستوى بين مدريدوالرباط، والذي كان مقررا خلال الشهر الحالي. وكان من المقرر عقد الاجتماع في 17 دجنبر الماضي في الرباط. لكن حكومتي المغرب وإسبانيا أرجأتا الاجتماع إلى فبراير الجاري بسبب "الوضع الناجم عن وباء كورونا".
وتجاوزت إسبانيا الثلاثاء عتبة ثلاثة ملايين إصابة مؤكدة بكوفيد-19 بعدما شهدت ارتفاعا في عدد الحالات منذ أعياد نهاية العام، وفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة.
وأفادت مصادر حكومية إسبانية، لوكالة الأنباء "إفي"، أن الوضع الوبائي لا يسمح باجتماع رفيع المستوى مع المغرب في فبراير الجاري، مضيفة "سيتعين علينا انتظار الظروف للسماح الملائمة".
وأضافت ذات المصادر، أن الحكومة الإسبانية لم تعلن بعد موعدا جديدا للقمة بين الرباطومدريد.
وقد ربطت عدد من المصادر تأجيل القمة المغربية الإسبانية بسبب وجود أزمة صامتة بين المغرب وإسبانيا.
ويعتبر مراقبون، أن العلاقات بين المغرب واسبانيا تعيش نوعاً من الفتور بعد سلسلة أحداث أبانت عن التباعد الحاصل بين البلدين على الرغم من تصريحات مسؤولي البلدين حول متانة العلاقات بينهما. وبدأ التوتر بين الرباطومدريد يطفو على السطح بعد أن أهان عضو في حزب اليمين المتطرف فوكس في مليلية الشعب المغربي واتهم المغرب بابتزاز إسبانيا.
في هذا الصدد، يعتبر محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، في تصريح ل"الأيام24′′، أن إسبانيا، ترغب في تدبير علاقتها مع المغرب بالشكل السياسي والاقتصادي والأمني الذي يصب في مصلحتها القومية، وأن تكون هي المتحكمة في قيادة العلاقة بين البلدين، لاعتبارات متنوعة منها أنها استعمرت جزء من المغرب، وأن هذا الأخير في مرتبة الدول النامية وينتمي للدول الإفريقية إلى غيرها من التصورات السياسية تصب في خلاصة العلاقة أن مدريد دولة قوية متقدمة على طول مراحل التاريخ وأن دولا أكبر وأقوى من المغرب كانت مستعمرات لإسبانيا.
وأعرب الخبير المغربي، عن "اعتقاده أن اسبانيا تدور في هذه الدائرة وأن تنازلاتها في اتفاقات مع المغرب ليست إلا جزء يسير، خاصة منه في مجال الهجرة الغير الشرعية والصيد البحري ناهيك عن مكافحة الإرهاب".
وأضاف المتحدث ذاته، "أن إسبانيا كذلك لم تعد تنظر بعين الرضا لوتيرة تصاعد دور المغرب الاقليمي إولا ثم الافريقي والدولي ومكانة المغرب الجديدة والقوية الآن، خاصة بعد صفقة السلاح المتطورة لمدة عشر سنوات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذا الاعتراف الأمريكي والتاريخي لسيادة المغرب على صحرائه الشيء الذي جعل اسبانيا في موقف حرج كجارة لها من المصالح في شراكتها مع المغرب".
وأشار أكضيض، إلى أن "إسبانيا توجد أمام حرج سياسي ووضعية انحصار سياسي للخروج بموقف سياسي واضح في قضية الصحراء المغربية لأنها لطالما تلكأت، ولم تكن واضحة وصريحة بخصوص موقفها تجاه قضية وحداتنا الترابية".