أثار إستقبال الملك محمد السادس للوفد الرفيع الأمريكي الإسرائيلي، أمس الثلاثاء غضباً في إسبانيا، بينما تم إعلان تأجيل الإجتماع الرفيع بين حكومتي إسبانيا و المغرب بسبب جائحة كورونا. و نقلت الصحف الإسبانية، أن بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية غير راضٍ عن تخصيص الملك محمد السادس لإستقبال رسمي للوفد الإسرائيلي الأمريكي، بينما تم تأجيل إجتماع القمة الذي كان مرتقباً بين رئيسي الحكومتين في البلدين في 17 دجنبر الجاري بل ولم يتم إعلان أي إستقبال ملكي بالرباط لرئيس الحكومة الإسبانية. الحدث البارز الذي بصمت عليه العاصمة الرباط، أمس الثلاثاء أثار غضب الجارة الشمالية، بعدما حققت الرباط إختراقاً غير مسبوق بالاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على كافة ترابه بالصحراء وعودة العلاقات مع إسرائيل. أجندة الإجتماع الرفيع بين المغرب و إسبانيا، كانت كافة نقاطه الأساسية في صالح الجارة الشمالية قبل تأجيل موعده، بدءاً من الهجرة و ترسيم الحدود البحرية التي كانت إسبانيا تنوي إحراج المغرب بخصوصه في منطقة جزر الكناري. ملف الوحدة الترابية للمملكة، كان ثانوياً بشكل كبير في أجندة الإجتماع الرفيع المغربي الإسباني حسب مصادر جريدة Rue20 الإلكترونية، وهو ما جعل المغرب يراسل الحكومة الإسبانية لإستصدار بيان مشترك لتأجيل موعده بسبب جائحة كورونا، بعدما كانت الرباط قد حسمت قرب إعلان ترامب للقرار التاريخي المرتبط بالوحدة الترابية بعد مفاوضات ماراطونية. القرار المشترك المغربي الإسباني، بتأجيل موعد الإجتماع الرفيع المستوى، تمت الإشارة إلى كونه بسبب جائحة كورونا حسب البيان المشترك، لكن في حقيقة الأمر فالتأجيل كان بسبب تذبذب مدريد بخصوص البيان الختامي لذات الإجتماع الذي كان مقرراً بالرباط، حيث ترددت إسبانيا في إعلان أي موقف واضح لصالح الوحدة الترابية للمملكة في عز أزمة كادت تتطور إلى مواجهة مسلحة بالكركرات، حينها كان المغرب يترقب المكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس و دونالد ترامب بعدما تم التهيئ لها طيلة أشهر بوساطة من الحاخام ‘بينتو' الأكثر تأثيراً في الأوساط اليهودية عبر العالم. وبهذا، فالمغرب بكون قد ضرب عدة عصافير بحجر واحد، بعدما انتزع إعتراف أقوى دولة في العالم، التي تصوغ مسودة مجلس الأمن حول الصحراء و تتحكم في قرارات ذات المجلس ويستحيل أن يمر أي قرار بدون موافقتها. هذا من جانب. و من جانب آخر، فالغضب الإسباني من هذه الانتصارات الدبلوماسية وصلت حد تصيد هفوات المسؤولين المغاربة، على وسائل الإعلام، بعدما تمت مهاجمة تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي أعاد ما يردده المغاربة و الملوك المغاربة حول سبتة ومليلية كونهما مدينتين مغربيتين محتلتين، ليتبين أن الشراكة التي تجمع مدريد و الرباط بحاجة لإعادة هيكلة جذرية على أسس واضحة و بمنطق رابح رابح.