يبدو أن المساعدات الانسانية التي قدمها المغرب للبنان، عقب انفجار مرفأ بيروت، قد ساهمت بطريقة غير مباشرة في تعزيز الحضور الرمزي للمملكة، داخل المجتمع اللبناني. واتضح ذلك من خلال صور الملك محمد السادس والعلم الوطني، المنتشرة بمواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض شوارع العاصمة اللبنانيةبيروت، تتضمن عبارات الشكر والامتنان للمملكة قيادة وشعبا، على دعمهم في محنتهم الاقتصادية والاجتماعية، التي استفحلت عقب الانفجار القوي التي هز مرفأ بيروت. وتصدر المغرب قائمة الدول من حيث عدد طائرات المساعدات التي أرسلت إلى الشعب اللبناني بعد فاجعة مرفأ بيروت. وتكرس المساعدات الانسانية، توجه الرباط في الحضور الميداني واستعدادها الكامل لتقديم المساعدات اللازمة ودعم جهود بيروت في خضم هذه الفاجعة. وتأتي هذه التطورات، في خضم الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، الثلاثاء، إلى لبنان، من أجل تعزيز حضور بلاده، ومحاولته، إنهاء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها بيروت. وتعد زيارة ماكرون إلى لبنان الثانية في أقل من شهر، حيث زار بيروت في 6 غشت المنصرم، بعد يومين على انفجار المرفأ. وقضت بيروت، في الرابع من غشت ، ليلة دامية جراء انفجار ضخم في المرفأ، خلف العديد من القتلى والجرحى ، فضلا عن خسائر مادية هائلة تقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقا لأرقام رسمية غير نهائية. وزاد انفجار مرفأ بيروت، من أوجاع البلاد التي تعاني منذ أشهر، من أزمة اقتصادية قاسية واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.