استبعدت فئة من المغاربة إمكانية وصول العدوى إلى المناطق الجنوبية وانتشارها بسبب قلة عدد الساكنة وشبه غياب لساحات وأسواق يزدحم فيها الناس، لكن الأرقام المسجلة في ورزازات والريش اللذان تنتميان إلى المجال الترابي لجهة درعة تافيلالت ينذر بانفجار بؤر محلية أصلها وسط العائلات. في المناطق الجنوبية للمغرب لا زالت تقاليد تجمّع العائلات قائمة إلى يومنا هذا عكس نمط الحياة الذي تطبعت به المدن الكبرى، ورغم أن جهة درعة تافيلالت كانت من المناطق التي لم تنتقل إليها عدوى فيروس كورونا إلا في الأيام القليلة الماضية، فإن تصاعد عدد الإصابات وكثرة المخالطين قد يكون وخيما على هذه الجهة التي تعتبر الأفقر في المغرب. حتى يوم الأربعاء 01 أبريل كانت مدينة الريش بإقليم ميدلت قد سجلت 12 حالة مؤكدة وفق ما كشفته التحاليل المخبرية التي أجريت على مخالطين لأول حالة، والملاحظ أن كل هذا العدد من المصابين مسجل في وسط عائلة واحدة، ولا تزال المصالح الطبية تقوم بالبحث عن المخالطين في مجموعة من الدواوير، وحسب آخر تحديث لأرقام وزارة الصحة اليوم السبت 05 أبريل فإن الريش ارتفعت حصيلة المصابين فيها إلى 23 حالة وهي الأولى في الجهة. ووفق مصدر محلي ل”الأيام24″ فإن عملية البحث عن المخالطين وصلت حتى دواوير متواجدة في دائرة إملشيل. وفي ورزازات نفس الشأن كل الإصابات مسجلة في وسط عائلي، فبعد الاعلان دفعة واحدة عن تسجيل 4 حالة في حي السلام، سارعت المصالح الطبية والسلطة المحلية إلى حصر لائحة المخالطين، فارتفعت الحصيلة إلى 5 حالات مؤكدة ثم اليوم السبت إلى 10 حالات من نفس العائلة. وفي تفاصيل حصل عليها “الأيام24” فإن الحالة الأولى التي جاءت في زيارة عائلية إلى ورزازات كانت في مدينة مراكش، انطلقت رحلته قبل ساعات من دخول البلاد في حالة الطوارئ التي تفرض تقييدا على حركة المواطنين. وهاتين المدينتين تتصدران لائحة مدن الجهة التي دخلها فيروس كورونا، حيث تبلغ الحصيلة الإجمالية حتى الآن 41 حالة، منها 23 في الريش، 10 في ورزازات، 4 في الرشيدية و3 في زاكورة وحالة واحدة في قلعة مكونة.