قال عبد الفتاح الفاتحي المحلل السياسي، والخبير في شؤون الصحراء "إن جبهة البوليساريو تعيش على وقع تحسن في موقفها التفاوضي بعد تقرير الأمين العام الأخير حول الحالة في الصحراء لأبريل 2016، والذي ناصر البوليساريو في كثير من القضايا." وأضاف الفاتحي في حديث ل"الأيام 24 "إن الجزائر ربحت سوء تدبير المغرب لأزمته الدبلوماسية مع تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة وتداعيات ذلك على تدويل ملف نزاع الصحراء لدى الرأي العام الدولي وفي ذلك نتائج مفيدة لجبهة البوليساريو".
وحول ما إذا كان للجبهة نية في حمل السلاح تجاه المغرب أبرز الفاتحي أن "التلويح بالعودة إلى حمل السلاح يبقى شعارا لعقيدة الجبهة ويبقى رمزيا أكثر منه عمليا حتى أن البوليساريو –وفق الفاتحي- يمكنها دخول كتاب غنيس عن عدد التهديدات التي أطلقتها حول العودة إلى إطلاق النار دون أن تشعل عود ثقاب واحدة.
وتابع بالقول "بعد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2285 حول الصحراء، والقاضي بعودة كاملة لأعضاء بعثة المينورسو. كل هذه الحيثيات لا تجعل البوليساريو تخرق وقف إطلاق النار، سيما أنها تستفيد من الوضع السياسي الحالي ."
وعن خطاب الزعيم الجديد للجبهة الذي دعا إلى تأهيل الجيش وعودة المينورسو، يرى الخبير المغربي أن "هذه مكتسبات سياسية يمكن تحقيقها بالجدل السياسي في المنتظم الدولي دون داعي الحرب التي لا تستطيع الجبهة خوضها."
واعتبر المتحدث ذاته أن الأمر من "الفرص الذهبية للمغرب أن تعلن البوليساريو الحرب عليه موضحا في هذا السياق " أن ما يعطي مؤشرات إعادة التوازن إلى الموقف التفاوضي للمغرب اليوم هو تحميل جبهة البوليساريو للاتفاق العسكري وتجاوز الود الفعلي لبعثة المينورسو ورفع الضغط الذي يفرضه مجلس الأمن الدولي على المغرب بسبب تمركز الجزء الأكبر للبعثة على الجانب المغربي من الصحراء، وعليه فإن البوليساريو لن تمنح المغرب هذه الهدية."