أكد عبد الفتاح الفاتيحي، المحلل السياسي والمتخصص في قضايا الصحراء المغربية، أن جبهة البوليساريو تمر حاليا من مرحلة يأس شديد أمام نجاح باهر حققه المغرب على جميع الأصعدة، خاصة على مستوى المسار التفاوضي وتزايد عدد الدول المؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وأكد الدكتور عبد الفتاح الفاتيحي في تصريح للموقع، أن البوليساريو استشعرت نهاية خطة تفاوضها وعلمت أن الأمور خرجت من بين يدها، فسارعت إلى اختلاق تحركات بالقرب من منطقة الكركرات للفت الانتباه، والشروع في إثارة بعض الملاحظات التي من شأن التقرير الأممي المقبل في شهر ابريل التقاطها.
ويضيف الفاتحي، أن جبهة البوليساريو توجد في موقف ضعيف للغاية، فمن جهة" لم تعد تجد الأرضية الإفريقية التي كانت تنتج ما كانت تبني عليه أطروحتها"، ومن جهة أخرى:"الجزائر التي تحتضنها بدأت تنفض يدها عنها، في ظل توتر شديد بينهما عقب فضيحة التهريب والتلاعب في السلع"، لذلك فالبوليساريو توجد في وضع لا تحسد عليه، وتلجأ لإيجاد متنفس لكل ما تعيشه عن طريق التحرشات في منطقة الكركرات.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، أن الأخطاء التي ترتكبها حاليا ميليشيات البوليساريو بمنطقة الكركرات تصب في صالح المغرب، الذي أبلغ الأممالمتحدة بهذه المستجدات والتحرشات المتكررة للجبهة على مستوى المنطقة.
وحول إمكانية التدخل العسكري المغربي لردع ميلشيات البوليساريو وإجبارها على التراجع، استبعد الفاتحي هذه الخطوة، قائلا:" إن بعثة المينورسو تتابع الوضع عن كثب، وهي مكلفة بتنفيذ عملية وقف إطلاق النار الموقعة في 1991، وهي بمثابة حكم بالمنطقة، ترفع تقاريرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتيريش، وهناك حالة وحيدة قد يلجأ فيها المغرب إلى التدخل العسكري لإجبار البوليساريو على العودة من حيث أتت، هي أن ترفع الأممالمتحدة يدها عن مراقبة المنطقة، أنذلك يمكن للقوات العسكرية المغربية التدخل"، يضيف الفاتحي.
ويختم المتحدث نفسه بالقول، "لا اعتقد أن الأمور ستتطور إلى تدخل عسكري من قبل المغرب، فالمملكة توجد في موقف قوة والجبهة لا تمتلك الجرأة ولا القوة أيضا للعودة إلى حمل السلاح والدخول في حرب مع المغرب، فهي فقط تناور من أجل تضمين تقرير الأممالمتحدة بعض الملاحظات أو الدفع "بعقد جلسة مغلقة بمجلس الأمن لدراسة التطورات.