كشف سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، وجود تعبئة استثنائية من قبل مختلف الجهات المسؤولة لفك العزلة عن المناطق التي حاصرته الثلوج الكثيفة في الآونة الأخيرة باعتماد مخطط التدخل للتخفيف من آثار البرد والثلوج. وأوضح رئيس الحكومة، في كلمة افتتح بها الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة المنعقد صباح يوم الخميس 8 فبراير 2018، أن هذا المخطط يهم 22 إقليم بها 1205 دوارا تابعا ل169 جماعة، بمجموع ساكنة تناهز 514 ألف نسمة، مشيرا إلى وجود مركز قيادة استثنائي خاص على رأسه وزير الداخلية الذي يعمل بتنسيق مع العمال والسلطات الإقليمية، وبتنسيق مع عدد من القطاعات الوزارية في مقدمتها وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك ووزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية، والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية. كما استحضر رئيس الحكومة التعليمات الملكية القاضية برفع مستوى التعبئة من قبل جميع القطاعات وبذل الجهود لنجدة المواطنين وضمان الحضور المكثف للمسؤولين في مختلف النقاط التي تشهد كثافة تساقط الثلوج، مشيرا إلى كون بعض المناطق عرفت تساقطات ثلجية لم تشهد مثلها منذ الستينات، ما أدى إلى عزلها وصعّب تنقل سكانها. وبعد أن أشاد بالدور الذي يقوم به كافة المتدخلين في هذه الظرفية الحرجة التي أملتها أحوال الطقس، أوضح رئيس الحكومة أنه رغم المجهودات المبذولة، إلا أن "هناك صعوبات في بعض المناطق تتجلى أساسا في عدم كفاية عدد آلات إزاحة الثلوج، لأن كثافة الثلوج لم تكن متوقعة، واستدعى الأمر الاستعانة بآلات من مناطق أخرى". إذ أنه رغم الصعوبات التي أشار إليها رئيس الحكومة، إلا أنه شدد على أن هذا "لا تثنينا عن التدخل، وفق برنامج مسطر تقوم السلطات المعنية بتنفيذه إلى حين انتهاء فصل التساقطات، وهو برنامج لا يرتكز فقط على فك العزلة عن المناطق التي تعرف كثرة الثلوج، بل يضم تدخلات مرتبطة بالمجال الصحي والتعليمي وغيرهما". وفي هذا الصدد، أكد العثماني تعبئة الأطر الصحية بمساهمة أكثر من 600 طبيب وأزيد من ألفي ممرض، ناهيك عن تشكيل فرق طبية متنقلة للتنقل إلى المناطق إما التي كانت معزولة وفكت عنها العزلة، أو التي هي بحاجة إلى تدخل. كما أشار رئيس الحكومة إلى استفادة المناطق المعنية بكثرة الثلوج من المؤن الغذائية والأغطية، ومن احتياطات تهم المستوى التعليمي، إذ تم توقيف الدراسة مؤقتا في حوالي 900 مؤسسة تعليمية. هذا إلى جانب تزويد السكان بأعلاف الماشية في المناطق المتضررة. إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة استمرار التعبئة إلى حين عودة أحوال الطقس إلى طبيعتها، موجها التحية لكل الذين يشرفون على فك العزلة عن المناطق المتضررة، ويقومون بإغاثة المواطنين "هؤلاء يشتغلون في ظروف صعبة ويعانون ونحن ننوه بعملهم، وأقول لهم إن عملكم عمل وطني نبيل، وندعمهم". وذكر رئيس الحكومة، في هذا السياق، موظفين بوزارة التجهيز اللذان تعرضا لحادثة سير أثناء قيامها بواجبها ضواحي تارغيست، وأحدهما لا زال في الإنعاش والآخر أصيب بكسر، متمنيا لهما الشفاء العاجل، وواعدا بالوقوف إلى جانبهما وإلى جانب باقي العاملين في هذا المجال. وبخصوص وضعية الرحّل، قال رئيس الحكومة إنه يتابع وضعيتهم عن كثب، "لأنهم يعانون من رداءة أحوال الطقس، وأحيانا يصعب تحديد مكان تواجدهم، لكن قوات الدرك الملكي، بتعاون مع السلطات الإقليمية ومع وزارة التجهيز، حاولت بواسطة المروحيات تحديد أماكنهم لنجدتهم والتدخل لفائدتهم وستفك عزلتهم وتوصل إليهم المساعدات الضرورية". وردا على بعض ما روّج في بعض وسائط التواصل، أوضح رئيس الحكومة أن "المتابعة الإعلامية لهذه الأوضاع مسألة إيجابية، ومنها نستمد بعض المعلومات، لكن أحيانا ترد أخبار غير صحيحة وتنشر صور ولقطات فيديو قديمة، لا علاقة لها بالوضع الحالي، لذا أقول نحن لا نهوّن من وضعية المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق، لكن لا يمكن تهويلها أو تضخيمها لتفادي خلق نوع من الفزع والهلع لدى المواطنين".