كشف سعد الدين رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وجود تعبئة استثنائية من قبل مختلف الجهات المسؤولة لفك العزلة عن المناطق التي حاصرته الثلوج الكثيفة في الآونة الأخيرة باعتماد مخطط التدخل للتخفيف من آثار البرد والثلوج. وقال العثماني، في كلمته الافتتاحية للمجلس الحكومي، اليوم الخميس، إنه يتابع على الخصوص وضعية الرحل "لأنهم يعانون من رداءة أحوال الطقس، وأحيانا يصعب تحديد مكان تواجدهم، لكن قوات الدرك الملكي، بتعاون مع السلطات الإقليمية ومع وزارة التجهيز، حاولت بواسطة المروحيات تحديد أماكنهم لنجدتهم والتدخل لفائدتهم وستفك عزلتهم وتوصل إليهم المساعدات الضرورية". ورغم المجهودات المبذولة، إلا أن العثماني أقر أمام وزراء حكومته بالصعوبات التي تواجهها الحكومة لفك العزلة على السكان المحاصرين بالثلوج، حيث قال إن "هناك صعوبات في بعض المناطق تتجلى أساسا في عدم كفاية عدد آلات إزاحة الثلوج، لأن كثافة الثلوج لم تكن متوقعة، واستدعى الأمر الاستعانة بآلات من مناطق أخرى". وردا على بعض ما روج في بعض وسائط التواصل، أوضح العثماني أن "المتابعة الإعلامية لهذه الأوضاع مسألة إيجابية، ومنها نستمد بعض المعلومات، لكن أحيانا ترد أخبار غير صحيحة وتنشر صور ولقطات فيديو قديمة، لا علاقة لها بالوضع الحالي، لذا أقول نحن لا نهوّن من وضعية المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق، لكن لا يمكن تهويلها أو تضخيمها لتفادي خلق نوع من الفزع والهلع لدى المواطنين". ويهم المخطط الاستعجالي لإنقاذ ضحايا موجة البرد الأخيرة 22 إقليما، بها 1205 دوارا تابعا ل169 جماعة، بمجموع ساكنة تناهز 514 ألف نسمة، وهو البرنامج الذي يقوده وزير الداخلية بتنسيق مع العمال والسلطات الإقليمية، وبتنسيق مع عدد من القطاعات الوزارية في مقدمتها وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك ووزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية، والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية. كما استحضر رئيس الحكومة التعليمات الملكية القاضية برفع مستوى التعبئة من قبل جميع القطاعاتن وبذل الجهود لنجدة المواطنين، وضمان الحضور المكثف للمسؤولين في مختلف النقاط التي تشهد كثافة تساقط الثلوج، مشيرا إلى كون بعض المناطق عرفت تساقطات ثلجية لم تشهد مثلها منذ الستينات، ما أدى إلى عزلها وصعّب تنقل سكانها.