أثار مصرع الناشط في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية رشيد المستور، الحاصل على الإجازة في علم الاجتماع، والمنحدر من جماعة إغيل نومكون، بقلعة امكونة، إقليم تنغير، أمس الأحد، غرقا، وهو يحاول رفقة عدد من المهاجرين السريين الوصول إلى أوروبا بحرا انطلاقا من السواحل الليبية، كما هائلا من الحزن والأسى في صفوف زملائه وأصدقائه من النشطاء في الحركة الأمازيغية. وكان الناشط رشيد المستور قد ترك رسالة تدمي القلب، وهو يغادر مدينة ورزازات شهر فبراير الماضي في اتجاه ليبيا، على حسابه ب"فيسبوك"، جاء فيها، "سنغادر هذا الوطن آجلا أو عاجلا .. سنغادره ليس حبا في أوطان غيرنا، سنغادره لأننا مجبرون على المغادرة، مجبرون لأن من يحكمنا بقوة الميتافزيقا أحكم قبضته على العقول. سنغادره أيضا لأن أفراده غارقين في السادية غير مبالون وغير مهتمين كل يجري إلى تحقيق رفاه نفسه". وأضاف، "مجبرون على المغادرة لأننا مهددون، مهددون بالتأديب من طرف مزاليط الوطن وبالقهر من طرف مافيات السياسة، لي أم ستشتاق إلي ستكون بحاجة إلي حين لم تقدر على المشي حين ستصاب بالزهايمر ستكون بحاجة إلي أذكرها بشبابها آخذ بيدها إلى سقف منزلنا الآيل للسقوط تستمتع باخضرار شجر اللوز". وزاد قائلا، "سأترك أخي الصغير عرضة لعنف ابن الجار الذي يشتغل رئيس جماعة قروية هو الذي لم تدخل قدمه يوما قسم المدرسة سأترك أخي أيضا عرضة لعنف الطبيعة وأنا من يكسيه، سأترك أختي الصغيرة أيضا يتحرش بها صديقي بعد أن كنت أحميها من هجمات الأوغاد سأتركها وحيدة تواجه وحوش أدمية". وختم تدوينته بالقول: "سأترك أيضا والدي الذي كان يتمنى أن أكون نموذجا يسد به أفواه أصدقائه سأتركه يستيقظ قبل طلوع الشمس يستغله غني القرية مقابل درهم يكسو بها أخي الصغير.. سنترك هذا الوطن حين ماتت فينا كل ملكات الإنسان ليكون مكانها أنا وبعدي الطوفان، مجبرون على المغادرة، قبل أن نغادر هذا العالم بشكل نهائي".