لفظت سيدة نفساء، في الثلاثينيات من عمرها، أنفاسها الأخيرة وهي على متن سيارة مهترئة للنقل المزدوج كانت تقلها من منطقة "أماسين" الجبلية بجماعة "إغيل نومكون" بإقليم تنغير، في اتجاه مستشفى القرب بمدينة قلعة امكونة. وذكر مصدر ل "العمق" أن السيدة المتوفاة والمسماة "نجاة أيت المقدم" قد وضعت صباح اليوم الأحد مولودا بمنزلها وحصل لها نزيف حاد اضطرت معه عائلتها إلى حملها على متن سيارة للنقل المزدوج على مسافة 50 كيلومترا في اتجاه المستشفى، وذلك بعد أن تعذر عليهم الاستعانة بسيارة الاسعاف التابعة للجماعة لكون سائقها في عطلة، لتلفظ الضحية أنفاسها على بعد 4 كيلومترات من المستشفى على حد تعبيره. وأَشار المصدر ذاته أن سيارة النقل المزدوج التي نقلت بها الضحية لا تتوفر فيها الظروف الصحية الضرورية في مثل هذه الحالات وهو ما زاد حالتها سوءا، مضيفا أن قائد قيادة "أهل امكون" بدل أن يقوم بالضغط على الجماعة من أجل حملها على سيارة الاسعاف المركونة بمرآب الجماعة، سمح لسيارة النقل المزدوج بمتابعة المسير الى المستشفى، مشيرا كذلك الى أن المتوفاة تركت وراءها أربعة أطفال. هذا وقد خلف الحادث تساؤلات كبرى بخصوص المشاكل والتعقيدات الإدارية والشكلية التي يعانيها سكان المناطق النائية بجماعة "إغيل نومكون" خصوصا وأن الحادث يعتبر الثاني في ظرف أسبوعين، حيث دقت فعاليات جمعوية غير ما مرة ناقوس الخطر محذرة من تزايد الضحايا من النساء الحوامل بسبب سوء التنظيم والتقدير، وغياب حس المسؤولية لدى مدبري الشأن العام المحلي. العمق المغربي / جمال أمدوري