في هذا الحوار يتحدث عبد الله الرامي الباحث المتخصص في الحركات السلفية والجهادية، عن واقعة خروج أتباع المغراوي ضد المتضامنين مع « حراك الريف » بمراكش، وكيف ينقسم السلفيون بشقيهما التقليدي والجهادي، الأول ضد الحراك والثاني داعما له، وكذلك عن لجوء المغراويين للعنف وما هو محركهم « الديني » لذلك، كما يوضح الرامي رأيه في مقاطعة الزفزافي قائد الحراك لخطبة الجمعة وردود فعل الدولة عن ذلك. حاوره: محمد سموني *خرج مجموعة من السلفيين أتباع المغراوي، قبل يومين ضد وقفة التضامن مع « حراك الريف » بمراكش وقاموا بتهديد مجموعة من النشطاء بالتصفية، في رأيك كيف ينقسم السلفيون بين مؤيد للحراك (الحدوشي، الكتاني) ومن ضده (أتباع المغراوي) ؟ الانقسام السلفي اتجاه " الحراك الريفي" هو تحصيل حاصل، فهو ناتج عن الفرز الواقعي ضمن التيار عموما من حيث القرب أو النفور من سلطة الدولة، ف"السلفية العلمية" المحلية و المتمثلة في الفصيلين "المغراوي" و المداخلة" هما مقربان و محسوبان على "السلطة"، هذا بالرغم من الخصومة والنزاع بينهما، و بالتالي فهما يتموقعان إلى جانب السلطات في مواجهة " الحراك". بينما "السلفية الجهادية" و " السرورية" فهما يتبنيان "الحراك" لكونه من جهة يواجه السلطة، و كذلك و هذا الأهم كون قيادته تعتمد الخطاب الديني في التحشيد.. * حسب شهادات بعض الناشطين فقد هددوهم السلفيين بالتصفية الجسدية وهم يحملون هراوات، في رأيك هل يمكن لهذا التيار السلفي الذي طالما ينبذ العنف أن يتحول إلى تبرير العنف بدعوى النهي عن المنكر (الفتنة) وبذلك يكون مدخلا للتحول نحو الجهادية ؟ أريد ان أوضح أمر هو أن " السلفية العلمية" لا تسقط الجهاد أو ممارسة العنف من خياراتها و لكن تشترط أن يكون بأمر من "ولي الأمر" أي "السلطة"، فهي قد تلجأ للعنف فقط تحت إمرة الحاكم، و هناك شواهد تاريخية على ذلك سواء في أفغانستان أو المملكة العربية السعودية وكذلك اليوم في ليبيا حيث يحارب "المداخلة"، الذين بالمناسبة يكرهون أدبيات سيد قطب لأنها تدعو إلى إسقاط الدول بالعنف لأجل تحكيم الشريعة الاسلامي، إلى جانب "حفتر" في مواجهة المجموعات المسلحة التابعة للاخوان المسلمين والسلفيين الجهاديين…و نفس الأمر في اليمن حيت ينخرط السلفيون العلميون مع التشكيلات المسلحة التي تحارب الحوثيين.. ما ينبغي توضيحه أن السلفيون العلميون ليسوا "بوذيين" و كذلك هم على خلاف مطلق مع " التيار الجهادي"، إنهم بعبارة واحدة يطلق عليهم "سلفية الدولة" وهم كذلك في معظم الدول العربية. * من بين العوامل الأساسية التي حولت مسار حراك الريف، مقاطعة الزفزافي أحد قيادات الحركة الاحتجاجية لخطيب الجمعة، ليتم بذلك باعتقاله واعتقال أغلب قيادات الحراك هل يمكن اعتبار أن الدولة لا تقبل اقتحام المجال الاحتجاجي للمجال الديني أم أن ذلك كان استغلالا للواقعة لضرب الحراك الاجتماعي ؟ علينا أن نتفق على شيء، أن ما قام به المناضل الزفزافي اتجاه فقيه الجمعة هو أمر مخالف للقانون، ربما الرجل أراد أن يستلهم أحد المواقف في التاريخ الاسلامي لييثبت صورة الناطق عن الحق في مواجهة " الشيطان" الذي هو الفقيه ممثل الدولة..على كل، هذا التقمص أفضى به إلى ارتكاب خطأ قانوني كانت تبحث عنه السلطات طيلة رصدها للحراك..لكي تعطي للاعتقالات صفة الشرعية..أما الحديث عن أن تدخل السلطات ضد الحراك أو اعتقال القيادات جاء لكي تمنع تمدد الاحتجاجات للمجال الديني، فإنني لا أشاطر هذا التحليل… باختصار الدولة طيلة مدة الاحتجاجات كانت تبحث عن وسيلة لمحارورة القيادات دون المس بهيبتها، أعتقد أن الاعتقال سيوفر لها هذه الامكانية و إن كان داخل السجون، و هذا الأمر نجح مع العديد من القيادات والكوادر الدينية والسياسية والإعلامية.. نذكر بنكيران والفيزازي وعبد الله تبارك و النيني والعديد من اليساريين…المهم هل تخضع قيادات الحراك لمنطق الصفقة مع الدولة؟؟ و تحت أي سقف سيكملون حراكهم؟