المقابلات غير المسبوقة والتي تتم سرا، وبشكل مباشر بين مسؤولين دينيين وأمنيين رسميين وبين السجناء السلفيين مستمرة بالرغم من أن المندوبية العامة للسجون تتمسك بالقول بأن السلطات لا تجري أي حوار مع المعتقلين الجهاديين في السجون. فقد كشفت "أخبار اليوم" في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن جلسة جديدة تمت بين أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والمندوب العام للسجون محمد صالح التامك، وبين مجموعة من السجناء السلفيين، وعقدت في سجن تيفلت يوم الجمعة الفائت، ضمت 15 سجنيا جهاديا بعضهم محكوم بالإعدام، جيء بهم من سجني عكاشة بالدار البيضاء والسجن المركزي بالقنيطرة، بالإضافة إلى سجناء من تيفلت. وبحسب "أخبار اليوم" فإن التامك افتتح الجلسة بكلمة مقتضبة أشار فيها إلى أن السجناء السلفيين "لا ينبغي أن يفسروا المقابلات الجديدة باعتبارها حوارا، بل هي جلسات تستجيب للطلبات التي تقدموا بها للاستماع إليهم". واستغرقت المقابلة أربع ساعات ونصف، أخذ منها السجناء السلفيون نصيب الأسد، بحيث تحدث كل واحد منها ليعرض تطور أفكاره قبل ولوج السجن ثم طيلة الفترة التي قضاها في الزنزانة. وحسب المقال الذي وقعه الصحافي منير أبو المعالي، فقد ركزت عروض السلفيين على شرح مواقفهم من القواعد الشرعية التي يؤسس عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) توجهاته، ورأيهم من الاعتداءات التي ينفذها عناصره. وأبرز السجناء السلفيون أن "نبذ العنف، سواء كما تنفذه "داعش" أو غيرها، أصبح موقفا مترسخا لديهم ومبينا على قناعة شرعية". أما العبادي فقد ألقى تعقيبا مطولا على خطابات السجناء السلفيين، وأبدى تفاؤله من طبيعة الآراء المقدمة من لدن السجناء السلفيين، لاسيما تلك المتعلقة بالنظام السياسي وثوابت البلاد وإمارة المؤمنين. وتعهد بالاستمرار في هذه الجلسات مع مجموعات السجناء السلفيين.