هذه تدوينة لخديجة عيناني، نائبة رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان، تحكي فيها لحظات الرعب والقلق التي انتابتها وهي على متن طائرة الخطوط الفرنسية، القادمة من باريس، مساء الأحد المنصرم، عندما أصيبت بعطب: بدأت قلق ساعة من التأخير، بعد أن رأينا أضواء تحتنا أضواء سلا كانت الطائرة تهم بالنزول فجاة بدأت بالصعود. رسالة قصيرة من طاقم الطائرة تحدثت لم أسمع جيدا. ربما أنهم لم يتوصلوا بإشارة الهبوط من المطار. الآن لا نرى سوى الظلام وضباب كثيف يحجب الرؤية. منار ابنتي تنتظر أعرف أنها ستكون قلقة جدا، أعرف أنها مشتاقة جدا لمعانقتي هي تفعل ذلك حتى وإن لم نفترق. أمي مقبلة على إجراء عملية جراحية لعينها. أعرف إن غبت سترفض إجراءها ولو فقدت بصرها. الان إشعار من الطاقم ستهبط الطائرة بالبيضاء. ابنتي سلمى مشتاقة لأراك. أضواء البيضاء تلوح من بعيد بدأ يعود الأمل في وصولنا ولو كان إلى البيضاء. الوقت متأخر جدا كيف أقول لكم لا تنتظروني لست هنا إني هناك. بعد ساعتين نحن على مدرج البيضاء. كنا نظن أننا سننزل بمطار البيضاء كما قيل لنا. لا نحن بعيدون عن باب المطار. ربان الطائرة بشكل مقتضب قال إنهم سيقومون بتزويد الطائرة بالوقود، وسيفحصون إن كان هناك عطب تقني أصاب الطائرة جراء اصطدامها بأرضية مطار الرباط. آه نسيت ان أقول لكم إن الطائرة تأخرت 40 دقيقة عن الإقلاع بمطار شارل دوغول بباريس. يزودون الآن الطائرة بالوقود سيارة للشرطة تحوم بين الفينة والأخرى قرب الطائرة. سيارة للدرك متوقفة جنبها. تغادر شاحنة الوقود. بدأت الأمطار بالهطول. مرة اخرى ربان الطائرة يخبرنا أننا ربما سننزل هنا وليس هناك. جمعتني الصدفة في الطائرة بادريس لشكر وجميلة السيوري وسفير المانيا بالمغرب والعديد من المواطنات والمواطنين من جنسيات مختلفة الغريب تعامل السلطات ولا مسؤول جاء للاطمئنان على الركاب حتى الحافلات انتظرنا ما يقرب من اربع ساعات لتوفيرها بعد احتجاجنا على تأخرها، ورغم أن الربان أكد أنها ستكون موجودة حال نزولنا من الطائرة.