عقارب الساعة تشير إلى الثانية من صبيحة اليوم الجمعة والاهالي لازالوا ينتظرون بغرفة الاستقبال بمطار المسيرة باكادير، على أحر من الجمر وصول طائرة "لارام" رقم At427 التي تأخرت عن موعدها بأزيد من ساعتين، فربان الطائرة اضطر الى تغيير مسار الرحلة التي انطلقت من مطار أورلي الفرنسي في اتجاه اكادير، ونزل اضطراريا بناظر محمد الخامس بالدار البيضاء بسبب عطب تقني، وهو ما خلف حالة هلع وخوف كبيرين في صفوف الركاب اللذين كانوا على متن الطائرة من جهة، وفي صفوف أهاليهم الذين بلغهم الخبر بعدما تداولته مواقع متخصصة في الطيران انتبهت الى نداء الاستغاثة التي وجهه ربان الطائرة التي اختفت في بعض الأحيان عن ردار المراقبة. بدأت أولى افواج المسافرين تخرج من البوابة الاخيرة وملامح الخوف تعلو وجوههم، وفي تصريح لأحد الركاب لليوم24 قال "كنا على بعد 11الف متر على سطح الارض وسرعة الطائرة حينها حوالي 750 كلم /س، وبالضبط فوق مدريد الاسبانية سقطت علينا اقنعة الاوكسجين وهو منظر أنا شخصيا لم أره من قبل أحسست". ويضيف "أحسست بدوار شديد وغثيان، وتمكنت من وضع القناع على وجهي وبدأ الاوكسجين يضخ بكميات نحو انفي". وزاد "وللأمانة فقد شممت رائحة دخان، غير أن ما يروج من أخبار أن خللا في احدى بوابات أمتعة المسافرين هي السبب في الهبوط الاضطراري للطائرة". وعلى الرغم من وصولهم آمنين، الا ان الركاب لم ظلوا مفزوعين لحظة ولوجهم ارضية مطار اكادير، ويقول احد الركاب لليوم 24 "ظننت أنني لن أصل الارض سالما، فقد سمعنا نداء الاستغاثة أكثر من مرة، وفعلا كان لطاقم الطائرة دور كبير في توجيه الطائرة والسير بها بتلك الحالة وطمأنة المسافرين حتى نزولها سالمة بالدار البيضاء". وقد عاينت اليوم 24 في مطار المسيرة بأكادير استياء بعض السياح ومنهم من اتجه مباشرة يبحث عن مكتب شركة "لارام" لوضع شكايته، وبالمقابل كان من المسافرين من اعتبر الامر عاديا وأثنى على حنكة ربان الطائرة ليسدل الستار على كابوس عاشه هؤلاء الركاب الذين يقدر عددهم تقريبا ب 170راكبا و دام حوالي 40 دقيقة".