يروي رشيد البوصيري العضو بالمكتب المسير للرجاء ورئيس لجنة البرمجة بالنادي، عن مواقف صعبة اجتازها الفريق خلال رحلاته إلى الدول الإفريقية، خاصة على مستوى السفريات المتعبة جوا وبرا. « كان فريق الرجاء مقبلا على مباراة قوية في جنوب إفريقيا أمام أورلاندوبيراتس برسم منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية لسنة 1997، انطلقت الرحلة من الدارالبيضاء صوب أبيدجان، هناك توقفنا لفترة زمنية وتابعنا الرحلة صوب العاصمة جوهانسبورغ على متن طائرة بوينغ 757، بعد ساعة تقريبا من التحليق في السماء حصل عطب طارئ فانطفأت أضواء الطائرة، ولم يكن بالإمكان الاستعانة بإنارة بديلة، سيطر الخوف والهلع على المسافرين وعلى كل أفراد بعثة الرجاء البيضاوي، استيقظ النيام وبدأ الجميع يقرأ سرا وعلنا اللطيف ويردد بعض الأدعية، كان المدرب هو امحمد فاخر الذي لاحظنا كيف استبدل عباءته بسرعة وارتدى بذلة رياضية استعدادا للطارئ، وسط ذهول الجميع، بل إن إداري الفريق الحاج مستقيم توجه صوب عبد اللطيف العسكي الذي كان يرأس البعثة، وهو يحمل كتابا لقوانين المسابقة الإفريقية، ليؤكد له بأنه في حالة تأخر الطائرة فإن الرجاء مطالب بتأكيد التأخير من خلال وثيقة، يتم على إثرها تأخير المباراة لمدة 72 ساعة كما تنص على ذلك قوانين منافسات دوري أبطال إفريقيا، على الرغم من حالة الهلع انفجرنا من الضحك، لأنه في الوقت الذي لجأ فيه المسافرون لقراءة الأدعية كان الحاج منشغلا بالبنود التي تمكن الرجاء من التعامل مع هذا الطارئ. قرر طاقم الطائرة العودة إلى أبيدجان بعد أن استحال إصلاح العطب جوا، ونزلنا بسلام في مطار أبيدجان من أجل تغيير الطائرة، وكنا مضطرين لقضاء ليلة بيضاء في العاصمة الإيفوارية، ورغم ذلك تمكنا من العودة بانتصار من قلب جوهانسبورغ». وحين يتحدث البوصيري عن مفاجآت الرحلات الجوية، لا يتردد في استحضار رحلة الرجاء إلى الكونغو الديمقراطية لمواجهة نادي مازيمبي الشهير برسم منافسات دوري عصبة الأبطال الإفريقية، «في تلك الرحلة الشاقة كان فريق الرجاء مضطرا إلى التوجه من كينشاسا إلى لومومباشي على بعد 800 كيلومترا، لهذا ركبنا طائرة مهترئة يقودها ربان متهور، تبين بعد ساعتين من التحليق جوا أن الربان يقود الطائرة كما يقودها ربابنة الطائرات الحربية، لكن حين نزلنا في مطار المدينة المتاخمة للحدود الزامبية لاحظنا أن البعض يرش الربان بمسحوق ابيض كالدقيق، وحين سألنا عن السر في هذا الاستقبال الغريب للربان، قيل لنا إنه يقود الطائرة لأول مرة في حياته المهنية، حينها أصيب عبد اللطيف العسكي بحالة إحباط». انهزم فريق الرجاء البيضاوي أمام مازيمبي بهدفين لصفر، لكنه تدارك الأمر في مباراة الإياب.