في كل مرحلة سياسية جديدة، تحدث فيها خلخلة داخل الجسم التنظيمي للأحزاب التي يعاقبها الناخبون، يكون هناك أمل في قيام هذه الأحزاب بإصلاحات جذرية تصالحها مع مناضليها قبل أن تصالحها مع الناخبين والمواطنين عموما. غير أن ما يحدث هو أن هذه الأحزاب تزداد تقهقرا وتراجعا في سلم الديمقراطية الداخلية. هذا ما حدث للتجمع الوطني للأحرار بعد الهزيمة التي مُني بها في الانتخابات الأخيرة. فلم يكد المتابعون ينهون تصفيقهم لرئيس الحزب صلاح الدين مزوار، الذي اعتبروا أنه سلكَ تقليدا مألوفا في كبرى الديمقراطيات الحزبية، أي الاستقالة بعد الفشل، حتى توالت الأخبار عن "تعيين" أخنوش على رأس التجمع الوطني للأحرار رغم أنه لم يجتمع بقيادة الحزب ولا يعرف ما يدور داخله منذ خمس سنوات. فمن أعطى أوامره لرجل الظل كي يخرج للضوء، وهو المعروف عنه زهده في المناصب.. "مصّاب يكابل غير رزقو". اختلف المراقبون في الغرض من هذا "الإنزال" المرتقب لأخنوش فوق حزب الحمامة، لكن أغلبهم ربطوا بين ذلك وبين رغبة الدولة في استمراره على رأس وزارة الفلاحة والصيد البحري. "الأول" اختار تعبيرا ساخرا لأحد رواد فايس بوك، في الموضوع، قال فيه: "العود" يتجه للاندماج في "الحمامة" باش يعطيونا "البراق" اللي يقدر يهز سيدنا "أخنوش" عليه السلام للوزارة.