(و م ع)عرف المؤتمر ال21 للفدرالية الدولية للممثلين، الذي تحتضن أشغاله مدينة ساو باولو البرازيلية من 22 إلى 25 شتنبر الجاري بحضور 150 مشاركا يمثلون العديد من الدول، مشاركة مغربية متميزة تركت انطباعا جيدا لدى المشاركين بالنظر إلى التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال النهوض بحقوق الفنانين. وخلال هذا المؤتمر، شارك رئيس النقابة المغربية لمهنيي المسرح، مسعود بوحسين، في جلسة نقاش حول "تعزيز قدرات نقابات الفنانين-الممثلين"، حيث استعرض الخطوط العريضة للتجربة المغربية في مجال تحسين وضعية الفنان. وأبرز السيد بوحسين، في مداخلته خلال هذه الجلسة، إلى جانب متدخلين من الدنمارك وروسيا والمجر والمملكة المتحدة، آخر التطورات التي شهدها القطاع الفني بالمغرب، سواء على مستوى الترسانة القانونية أو الحقوق المرتبطة بالشغل وحقوق المؤلف والتنظيم النقابي. وأشاد السيد بوحسين، بهذه المناسبة، بالمجهودات التي تبدلها الفيدرالية الدولية للممثلين من أجل خلق فضاءات لتبادل الخبرات بين النقابات الأعضاء في الفدرالية، مما ساعد على تحسين التنسيق بين مختلف الهيئات التي تمثل الفنانين والوقوف على الاحتياجات والمبادرات الكفيلة بالنهوض بأوضاعهم. كما شدد على أهمية المقاربة التشاركية والقدرة الاقتراحية كمفتاح لتجاوز العقبات التشريعية التي يطرحها تقنين المجال الفني كمجال تشريعي حديث في الكثير من البلدان، الشي الذي يتطلب، برأيه، أن لا تقتصر جهود النقابات الفنية على المطالبة بالحقوق فقط، بل المساهمة في اقتراح الطرق القانونية للوصول إليها، عبر استثمار القيمة الرمزية والاعتبارية لمنخريطها للوصل الى الحقوق المشروعة وفق مساطر قانونية خاصة تراعي خصوصية المهن الفنية ودورها في المجتمع. وأبرز رئيس النقابة المغربية لمهنيي المسرح أيضا المجهودات التي تبدل في المغرب من أجل تطوير منظومة حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ومساهمة النقابة فيها، مشددا على أهمية صدور قانون النسخة الخاصة واعداد مشروع إعادة هيكلة المكتب المغربي لحقوق المؤلف وعلى ضرورة تنزيل شق الحقوق المجاورة. وأشاد المشاركون، من جانبهم، بالإصلاح الذي عرفه وضع الفنان في المغرب، معتبرين أن ذلك يشكل تجربة هامة ونموذجا بالنسبة للعديد من البلدان. وعمل المشاركون في المؤتمر، المنعقد بالعاصمة الاقتصادية للبرازيل تحت شعار "التحرك من أجل التنوع"، على تقييم عمل الفيدرالية الدولية للممثلين منذ سنة 2012، وعلى رصد التحديات الجديدة المطروحة وأولويات العمل الجديدة بالنسبة للأربع سنوات المقبلة. وتشكل دورة سنة 2016 من هذا المؤتمر فضاء للتواصل والتبادل بين المهنيين من مختلف البلدان بشأن العديد من القضايا التي تعني الممثلين، من قبيل حماية التعدد والتنوع الفني والثقافي، وحماية الملكية الفكرية في الفضاء الرقمي، والمساواة في التعامل مع الإنتاجات العالمية، والتنفيذ الفعال للقوانين المهنية المتعلقة بالفنانين والحقوق الأساسية في العمل. كما تروم الدورة تطوير التنوع في المجال الفني، من خلال خلق مجموعة عمل دولية تعمل على مكافحة الإقصاء القائم على الجنس أو اللون أو العرق أو الأصل الاجتماعي أو الإعاقة أو السن، حسب المنظمين. ومن المنتظر أن يتوج المؤتمر بانتخاب ممثلي هياكل الفيدرالية الدولية للممثلين، حيث قدمت النقابة المغربية لمهنيي المسرح ترشيحها لتجديد عضويتها في اللجنة التنفيذية لهذه المنظمة الدولية. وكانت النقابة المغربية لمهنيي المسرح قد استضافت سنة 2008 بمراكش، المؤتمر ال19 للفيدرالية.