أقرّ وزراء الثقافة والاتصال والشؤون الاجتماعية في المغرب، بالمشاكل التي تعتري عمل الفنانين في البلاد، وتعهدوا باعتماد إجراءات من أجل تجاوزها. جاء ذلك خلال ندوة صحفية، الأربعاء، بالعاصمة الرباط، حول موضوع "الممثل وتقنين علاقات العمل في مجال السينما والسمعي البصري (وسائل تستخدم فيها الصوت والصورة)"، نظمتها النقابة المغربية لمحترفي المسرح (تضم فنانين وممثلين)، والنقابة الفرنسية لفناني الأداء (المسرح والرقص والأوبرا والسيرك وأشكال فنية أخرى). وقال وزير الثقافة المغربي، محمد الصبيحي، إن "المجال الفني بالمغرب يعرف بعض المشاكل، منها غياب الوضعية الاعتبارية (التقدير) للفنان، والظروف الخاصة التي يعمل على ضوئها الفنانون". وطالب الوزير المغربي بتطوير الوضعية الاجتماعية (مكانة) للفنانين، والحق في التكوين (التأهيل) ومحاربة القرصنة بالإضافة إلى النهوض بوضعية الفنان المغربي. وأشار الصبيحي إلى أن "المغرب بادر إلى اتخاذ مجموعة من الإصلاحات (لم يحددها) في المجال الفني، منذ 10 سنوات". ومضى الوزير قائلا: "تظل انتظارات (توقعات) المهنيين في الحقل الفني والثقافي أكبر، حيث تسعى الوزارة إلى مواصلة العمل من أجل تحديث مختلف الآليات لبلوغ النتائج المنتظرة." من جهته، اعتبر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أنه قد "آن الأوان، لاعتماد اتفاقية جماعية مع الفنانين على غرار الصحفيين". وقال الوزير المغربي إنه تم الاتفاق مع النقابة من أجل تحويل "المكتب المغربي لحقوق المؤلفين" (يصرح للمؤلفين بأعمالهم الأدبية والفنية من أجل الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية) إلى مؤسسة عمومية تحمل اسم "المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة". وحذر "الخلفي" من أن "القرصنة تمثل أحد المشاكل الكبيرة التي تستهدف الإبداع، لأنها تتيح أنماطا من الاستهلاك، تؤدي إلى ضرب التنوع الثقافي على المستوى المحلي والدولي وتعرقل الإبداع." وبدوره، اعتبر وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، إنه "لا يمكن قبول أن يتعرض رجل الفن للضياع والتشرد بعد الانتهاء من عمله". ولفت "الصديقي" إلى ضرورة حماية كرامة الفنانين وتوفير تأمين صحي لهم. ومضى الوزير، قائلا: "لقد تم تشكيل لجنة بين وزارة التشغيل والنقابة المغربية لمحترفي المسرح، للانكباب على إيجاد حلول لمجمل المشاكل التي تعترض عمل الفنانين، ويمكن إدخال تعديلات على النصوص القانونية على مدونة (قانون) العمل المغربي إذا اقتضى الأمر". من جانبه، قال رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح، مسعود بوحسين، إن "هناك إرادة سياسة للنهوض بالقطاع الفني". وأعرب "بوحسين" خلال هذا اللقاء الذي شهد حضور أبرز الممثلين المغاربة، عن أمله في تحقيق مكتسبات في ظل الولاية الحكومية الحالية. كما دعا، جيمي شومان، عضو القيادة الجماعية للنقابة الفرنسية لفناني الأداء، إلى "التفكير بشكل جماعي من أجل إيجاد حلول للمشاكل المطروحة". وطالب "شومان" بإقرار حقوق الفنانين، وحصوله على كافة المكتسبات التي لدى العاملين في مجالات أخرى . ولفت إلى ضرورة أن تتدخل الدولة من أجل تسهيل عمل هذه الفئة، وأن يشمل الدعم ما هو اجتماعي . وتم توقيع اتفاقية بين وزارة الاتصال المغربية، والنقابة المغربية لمحترفي المسرح تهدف لإنجاز دراسة علمية لتحديد الهشاشة في المجال الفني، وإنجاز دراسة تهم وضعية المرأة في هذا المجال، وإعادة هيكلة هذه النقابة وتنظيم ندوة مرتبطة بتقنين مهن السينما والسمعي البصري. ويرجع تاريخ تأسيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح إلى سنة 1993، حيث تضم أبرز الفنانين والممثلين المغاربة. وتم تأسيس النقابة الفرنسية لفناني الأداء خلال سنة 1890، وتعنى بالدفاع عن فناني المسرح والرقص والأوبرا والسيرك. *وكالة أنباء الأناضول