اعتبر حكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين أن الإرث الثقافي المشترك مدخل أساسي لمحاربة التطرف والارهاب، وطالب باعادة الاعتبار لمركزية التعاون الثقافي ضمن أجندة الحوار البرلماني بين المؤسستين التشريعيتين بالمملكتين المغربية والإسبانية، اعتبارا لأهمية البعد الثقافي في تمتين وترسيخ العلاقات بين البلدين. وفي كلمة له خلال ترؤسه للجلسة المخصصة لمحور التعاون الثقافي يوم الخميس 19 أبريل 2018، بمدريد في إطار فعاليات المنتدى البرلماني المغربي الإسباني في نسخته الرابعة، دعا بن شماش البرلمانيين الى الاطلاع بدورهم ومسؤولياتهم في دعم التعاون الثقافي بين البلدين ليرقى لمستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين البلدين ولما يستجيب لتطلعات وانتظارات الشعبين الصديقين. وقال بن شماش، إن رصيد القيم الحضارية والانسانية المشتركة تتيح أمام البرلمانيين امكانيات كبيرة وفرصا هامة للإستثمار في البعد الثقافي من أجل الارتقاء به أكثر، مبديا في هذا الاطار طموحه في أن يتبوأ الشأن الثقافي في العلاقات الثنائية بين البلدين، مكانة متقدمة تحظى بنفس درجة الاهتمام والتنسيق القائم على مستوى باقي مجالات التعاون. واعتبر بن شماش ان الرصيد الثقافي المشترك الضارب في عمق وجذور التاريخ، يشكل قاعدة صلبة، ويفرض على برلمانيي البلدين مهاما أساسية وتاريخية تتجاوز مجرد الحفاظ على هذا الرصيد الغني، إلى مسؤولية نقله إلى أجيال الحاضر والمستقبل. كما طرح بن شماش على المشاركات و المشاركين العديد من الإشكالات والتساؤلات التي أطرت النقاش العام الذي ميز محور التعاون الثقافي، وفي مقدمتها الفرص التي تمنحها القواسم المشتركة والتي لم يتم استثمارها لتدعيم التعاون الثقافي، داعيا البرلمانيين المغاربة وأصدقائهم الإسبان إلى تقديم مبادرات مشتركة مرتبطة بتعزيز وتقوية دينامية التعاون الثقافي. وأضاف بن شماش في السياق ذاته، أن الملاحظ والمتتبع للشأن الثقافي يسجل أن الميزانيات والامكانيات المخصصة المؤسسات والأكاديمات.. التي تساهم في تقوية جسور التعاون الثقافي بين الشعبين في تقلص، داعيا في هذا الباب الى مدها بكل الامكانيات والموارد للقيام بوظيفتها. حيث أكد في هذا الصدد على ضرورة النظر إلى التعاون الثقافي من زاوية الاشكالات المرتبطة بمحاربة أفكار التطرف و التعصب مبرزا الاهمية القصوى لتطوير النظام التربوي ومناهج التعليم كآليات أساسية في معركة مواجهة التحديات التي تفرضها مثل هذه الأفكار المتشددة والهدامة. وفي هذا السياق، أكد بن شماش على أهمية إعطاء أولوية الاستثمار في الشباب والطلاب من مدخل التقارب الثقافي، وتشجيع مختلف انماط التبادل الثقافي. وختم بن شماش، أرضيته التقديمية بتقديم مقترح لبرلمانيي البلدين الصديقين، يرمي الى تنظيم جلسات برلمانية متزامنة بكل من المغرب وإسبانيا كل 16 من شهر نوفمبر الذي يصادف اليوم العالمي للتسامح، في أفق اطلاق حوار ثقافي حقيقي من اجل حث حكومتي البلدين وتعبئة المجتمع المدني على المشترك بين الثقافات وتوسيع مساحات التعاون بين البلدين الجارين. واعتبر رئيس مجلس المستشارين ان المشترك الحضاري والموروث الثقافي الغني بين الجانبين ينبغي التعامل معه كإرث مشترك ورصيد حضاري للانسانية جمعاء وليس للمغرب واسبانيا فقط. وكان بن شماش قد دعا في كلمته الافتتاحية لفعاليات هذا المنتدى الى خلق منتدى برلماني افريقي ايبيرو امريكي، على اعتبار الأشواط المبيرة التي قطعها البرلمان المغربي لإرساء منتدى يجمع برلمانات بلدان افريقيا وامريكا اللاتينية، إضافة إلى الدور الريادي الذي تلعبه اسبانيا في المنتظم الايبيرو الامريكي. وذكر في هذا الصدد أن المغرب هو الدولة المغاربية والإفريقية الوحيدة التي يقارب فيها عدد الناطقين باللغة الاسبانية ستة ملايين. وقد لاقت مبادرة حكيم بن شماش ترحيبا قويا من قبل البرلمانيين الاسبان، وثمنها البيان الختامي الذي توح اشغال الدورة الرابعة للمنتدى، كما حظيت هذه المبادرة باهتمام الصحافة الاسبانية التي واكبت هذا الحدث الهام.