شدد رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش اليوم الخميس بمدريد، على أن اختيار مواضيع الامن والاستقرار والهجرة والتعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين كمحاور لهذه الندوة يعطي إشارة رمزية أخرى على أن العلاقات التي تجمع بين المغرب وإسبانيا هي أكبر من مجرد تبادل مشاعر التقدير والاحترام التي يفرضها الجوار الجغرافي، " بل هي علاقات تؤطرها الثقة المتبادلة والطموح المشترك والفعل الملموس بين مختلف الفاعلين في البلدين الصديقين، وهو الفعل الذي تغذيه ذاكرة تاريخية مشتركة وعمق حضاري وثقافي متقاسم". كما تجسد هذه المواضيع، يضيف بنشماش، اضطلاع برلمانيي البلدين بأدوارهم في استقراء كل الجوانب المحيطة بعلاقات البلدين والإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها المجتمعان الاسباني والمغربي في ظل سياق إقليمي ودولي شديد التعقيد ومتسارع التحولات والتغييرات. وأكد رئيس مجلس المستشارين على ضرورة تعزيز وتنويع وتوسيع علاقات التعاون السياسي، والدبلوماسي والاجتماعي والأمني والثقافي بين المغرب وإسبانيا. وقال في افتتاح الدورة الرابعة للمنتدى البرلماني المغربي الإسباني إن هذه الجهود يجب أن تتم من خلال مقاربة استراتيجية بعيدة المدى " ولا مكان فيها لسياقات استثنائية أو حسابات تكتيكية ". وأبرز أن المنتدى البرلماني المغربي الإسباني يجسد الرغبة القوية لبرلمانيي البلدين في ترسيخ العلاقات الثنائية على أسس متينة لربح التحديات والرهانات الاستراتيجية المتجددة، والرقي بها إلى مستوى الروابط التاريخية والحضارية العريقة والمتميزة التي تجمع الشعبين الصديقين، وإلى مستوى الحرص العالي والدائم الذي يكفل به عاهلا البلدين، العلاقات الأخوية الثنائية القائمة على التعاون المثمر والتفاهم والتشاور والاحترام المتبادل. وبالإضافة إلى هذه الاعتبارات، يقول بنشماش، فإن ما يضفي راهنية على المحاور المدرجة على جدول أعمال المنتدى البرلماني المغربي الاسباني، هو السياقان الوطنيان للبلدين والمتغيرات التي يعيشها محيطهما الجهوي والدولي خاصة في ظل الظروف الدقيقة الحالية التي فرضت تحديات بالغة التعقيد، وخاصة ما يتعلق بقضايا التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وما يرتبط منها بقضايا الهجرة والأمن في تلازمها مع التحديات التي يفرضها تنامي التهديدات الإرهابية، " وهو ما يحتم علينا اليوم كممثلين لشعوبنا مواجهة كل أشكال التطرف والتيارات الشعبوية " مؤكدا على أن الكيانات الانفصالية والمناطق الغير مراقبة تشكل مصدرا لتهديد التطرف. ويرى بنشماش أن الموقع الجغرافي لإسبانيا والمغرب يؤهلهما ليكونا قاطرة للتنمية المتعددة الأطراف على المستويين الإقليمي والقاري. واقترح رئيس مجلس المستشارين على المنتدى فكرة إنشاء منتدى برلماني إفريقي إيبيرو لاتيني، مشيرا إلى أن البرلمان المغربي قطع أشواطا كبيرة رفقة البرلمانات الوطنية والتجمعات البرلمانية الجهوية والقارية بكل من افريقيا وأمريكا اللاتينية، في مسار إرساء منتدى برلماني افريقي أمريكو لاتيني. وكانت قد انطلقت صباح اليوم الخميس أشغال الدورة الرابعة للمنتدى البرلماني المغربي – الإسباني والتي تحتضنها مدريد على مدى يومين بمشاركة وفد مغربي هام يقوده رئيسا مجلسي النواب والمستشارين الحبيب المالكي وحكيم بنشماش. ويقود الوفد الإسباني في هذا المنتدى، رئيس مجلس الشيوخ بيو غارسيا إيسكوديرو، ورئيسة مجلس النواب أنا باستور.